Allah Kawn Insan
الله والكون والإنسان: نظرات في تاريخ الافكار الدينية
Nau'ikan
(3) القرآن والتوراة (س):
من المتوقع أن يكون حجم التناص بين القرآن والتوراة أكبر بكثير من حجمه بين القرآن والإنجيل، نظرا لغزارة المادة التوراتية مقارنة بالمادة الإنجيلية. (ج):
بكل تأكيد؛ فالأناجيل الأربعة لا تشغل من الكتاب المقدس حيزا يزيد بكثير عن سفري التكوين والخروج، يضاف إلى ذلك أن الأنبياء المذكورين في القرآن هم شخصيات توراتية عدا خمسة هم: صالح نبي قوم ثمود، وهود نبي قوم عاد، وشعيب نبي قوم مدين، وإدريس وذو الكفل اللذان لم يذكر لنا النص اسم قومهما، على أنه من المرجح أن يكون شعيب نبي قوم مدين هو كاهن مدين المدعو يثرون الذي تزوج موسى من ابنته في سفر الخروج التوراتي، وأن يكون إدريس هو أخنوخ الأب السادس بعد آدم على ما يقول بعض مفسري القرآن. وبذلك تتقلص قائمة الشخصيات الدينية القرآنية غير التوراتية إلى ثلاث فقط. أما الشخصيات القرآنية/التوراتية فتغدو ثمانية وعشرين شخصية، إذا أخذنا بعين الاعتبار أن الأسباط من أولاد يعقوب هم أحد عشر. وهذه أسماؤهم:
نوح، إدريس، إبراهيم، إسماعيل، لوط، إسحق، يعقوب، الأسباط (= 12)، يوسف، موسى، هارون، شعيب، داود، سليمان، الياس، اليسع، أيوب، يونس.
وهؤلاء جميعا أنبياء في القرآن تلقوا وحيا من ربهم:
إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده وأوحينا إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وعيسى وأيوب ويونس وهارون وسليمان وآتينا داوود زبورا - النساء: 163. أما في التوراة فأدوار هؤلاء تتنوع؛ فالأسباط لم يكونوا أنبياء بل الجدود الأعلون للقبائل العبرانية التي تسلسلت منهم، ومنهم يوسف الذي لم يكن نبيا ولم يكلمه الله طيلة قصته الطويلة في سفر التكوين، وكذلك أيوب الذي لم يكن سوى رجل صالح اختبره الله بالمصائب والبلايا، وكذلك لوط. وعلى الرغم من أن الله كلم داود وسليمان، إلا أنهما كانا ملكين مقربين من الله، ولم يكونا نبيين بالمعنى التوراتي للكلمة. (س):
كيف لا يكون داود نبيا وقد تلقى من الله كتابا يدعى الزبور؟ هل للزبور ذكر في القرآن؟ (ج):
لقد ورد في القرآن ما يشير إلى أن داود قد تلقى من ربه كتابا موحى يدعى بالزبور:
وآتينا داوود زبورا (الإسراء: 55).
ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون (الأنبياء: 105). ومن المفترض أن كتاب الزبور هذا هو سفر المزامير التوراتي، ولكن سفر المزامير ليس كتابا مستقلا، وإنما هو جزء من كتاب التوراة. ويحتوي على تراتيل دينية وأدعية وصلوات كانت تنشد على أنغام الموسيقى في الهيكل، ومعظم هذه المزامير ومفردها (مزمور) منسوب لداود والبقية لغيره، ولكن لا شيء فيها يدل على وحي إلهي. وعلى كل فإن سلوك داود وسليمان في التوراة كان بعيدا عن صلاح وتقوى الأنبياء. (س):
Shafi da ba'a sani ba