Allah Kawn Insan
الله والكون والإنسان: نظرات في تاريخ الافكار الدينية
Nau'ikan
وآمنوا بما أنزلت مصدقا لما معكم (البقرة: 41). وأيضا قوله:
وهو (أي القرآن)
الحق مصدقا لما معهم (البقرة: 91). وخاطب اليهود والمسيحيين بقوله:
يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا مصدقا لما معكم (النساء: 47). وقال في خطابه للمسلمين:
شرع (الله)
لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى (الشورى: 13). (س):
ولكن في هذه الشواهد القرآنية وفي غيرها لم ترد إشارة إلى الزرادشتية والمانوية؟ (ج):
كان زرادشت أول من قال بأنه تلقى وحيا من الإله الواحد، ورسالة لينقلها إلى بني الإنسان، ثم تبعه في ذلك ماني. ونظرا لما تميزت به تعاليم هاتين الشخصيتين من رفعة وسمو، فإننا لا نملك إلا أن نضعهما في زمرة الأنبياء. وقد ورد في القرآن الكريم إشارة إلى وجود أنبياء لم يرد ذكرهم في الكتاب:
إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده ... ورسلا قد قصصناهم عليك من قبل ورسلا لم نقصصهم عليك (النساء: 163-164). (س):
أريد أن أختم هذا المحور بسؤال عما أسميته في كتابك «لغز عشتار» بالبؤرة الحضارية الأولى؛ حيث افترضت بأن الحضارة الكونية السائدة اليوم إنما ترجع في أصولها إلى بؤرة حضارية أولى تشكلت في منطقة الهلال الخصيب، وساهم في تشكيلها ثورتان حضاريتان هما الثورة النيوليتية الزراعية التي انطلقت في أواسط الألف التاسع قبل الميلاد في قرن الهلال الخصيب الغربي؛ أي سورية، ثم الثورة المدينية التي انطلقت في مطلع الألف الثالث قبل الميلاد، في قرنه الشرقي؛ أي في وادي الرافدين الأدنى. هل ما زلت عند رأيك هذا أم صرت أكثر ميلا إلى نظرية البؤر الحضارية المتعددة والمستقلة عن بعضها بعضا؟ (ج):
Shafi da ba'a sani ba