Allah Kawn Insan
الله والكون والإنسان: نظرات في تاريخ الافكار الدينية
Nau'ikan
إلى هنا وتنتهي قصة إبراهيم الشاب في سفر اليوبيليات، وننتقل إلى الرواية الرسمية في سفر التكوين.
الضيوف السماويون:
في الأرض التي نجاه الرب إليها ووعده أن يعطيها لذريته ملكا أبديا، عاش إبراهيم ولوط عيشة رغدا، فأقام إبراهيم في حبرون (= الخليل). أما لوط فقد استقل عنه وأقام في شرقي الأردن في مدينة سدوم لأن رعاة مواشيه الكثيرة تخاصموا مع رعاة مواشي إبراهيم الكثيرة أيضا. وكانت سارة زوجة إبراهيم عاقرا ولم يرزق منها بولد على الرغم من تكرار الوعد الإلهي له بالإنجاب. فقالت لإبراهيم أن يدخل على جاريتها هاجر ليكون لهما منها ولد، ففعل وحبلت هاجر ووضعت ولدا لإبراهيم دعاه إسماعيل. ولكن سارة بقيت تأمل في أن ترزق بولد إلى أن شاخت هي وزوجها. وأخيرا جاءهما الضيوف السماويون ببشرى الحمل. وهؤلاء الضيوف لم يكونوا سوى الرب يهوه نفسه ومعه اثنان من الملائكة:
سفر التكوين: «وظهر له الرب عند بلوطات ممرا (= اسم مكان فيه شجر بلوط)، وهو جالس في باب الخيمة وقت حر النهار، فرفع عينيه وإذا ثلاثة رجال واقفون لديه، فلما نظر ركض لاستقبالهم من باب الخيمة وسجد إلى الأرض، وقال: يا سيد، إن كنت قد وجدت نعمة في عينيك فلا تتجاوز عبدك، ليؤخذ قليل ماء واغسلوا أرجلكم واتكئوا تحت الشجرة، فآخذ كسرة خبز فتسندون قلوبكم ثم تجتازون. فقالوا هكذا نفعل كما تكلمت. فأسرع إبراهيم إلى الخيمة إلى سارة وقال: أسرعي بثلاث كيلات دقيقا سميذا، واعجني واصنعي خبز ملة، ثم ركض إبراهيم إلى البقر وأخذ عجلا رخصا وجيدا وأعطاه لغلامه فأسرع ليعمله، ثم أخذ زبدا ولبنا والعجل الذي عمله ووضعه قدامهم. وإذ هو واقف لديهم تحت الشجرة أكلوا وقالوا له: أين سارة امرأتك؟ فقال: هي في الخيمة. فقال: إني أرجع إليك نحو زمان الحياة (أي بعد الوقت اللازم لإتمام شهور الحمل)، ويكون لسارة امرأتك ابن. وكانت سارة تستمع من وراء باب الخيمة، وكان إبراهيم وسارة متقدمين في الأيام وقد انقطع أن يكون لسارة عادة كالنساء، فضحكت سارة في باطنها قائلة: أبعد فنائي يكون لي تنعم وسيدي قد شاخ؟ فقال الرب لإبراهيم: لماذا ضحكت سارة؟ هل يستحيل على الرب شيء؟ في الميعاد أرجع إليك نحو زمان الحياة ويكون لسارة ابن. فأنكرت سارة قائلة: لم أضحك، فقال: لا بل ضحكت» (سفر التكوين، 18: 1-15). بعد ذلك يمشي إبراهيم مع ضيوفه ليشيعهم فيقول له الرب إنه عازم على إهلاك مدينتي سدوم وعمورة لأن خطيئتهم قد عظمت جدا، فراح إبراهيم يتوسط لدى الرب لكيلا يهلك البار مع الأثيم، ولكن جهوده راحت أدراج الرياح.
سورة هود وسورة الذاريات: ترد هذه القصة بجميع عناصرها ولكن بالأسلوب القرآني المختزل، وذلك في سورتي هود والذاريات. ولكن زوار إبراهيم كانوا ملائكة وعندما قدم إليهم الطعام رأى أن أيديهم تمتد إليه ولكنها لا تصل، فخاف منهم ولكنهم طمأنوه وكشفوا له عن هويتهم، وعن السبب الذي من أجله أتوا:
ولقد جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى قالوا سلاما قال سلام فما لبث أن جاء بعجل حنيذ (= مشوي على الحجارة الحارة)
فلما رأى أيديهم لا تصل إليه نكرهم وأوجس منهم خيفة قالوا لا تخف إنا أرسلنا إلى قوم لوط * وامرأته (= سارة)
قائمة فضحكت فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب * قالت يا ويلتى أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخا إن هذا لشيء عجيب * قالوا أتعجبين من أمر الله رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد * فلما ذهب عن إبراهيم الروع وجاءته البشرى (راح)
يجادلنا في قوم لوط * إن إبراهيم لحليم أواه منيب * يا إبراهيم أعرض عن هذا إنه قد جاء أمر ربك وإنهم آتيهم عذاب غير مردود (سورة هود: 69-76). (س):
نلاحظ هنا أن امرأة إبراهيم قد ضحكت قبل أن تسمع البشارة بالحمل، في الوقت الذي كان عليها أن تضحك بعد سماعها! (ج):
Shafi da ba'a sani ba