410

الكفاية في التفسير بالمأثور والدراية

الكفاية في التفسير بالمأثور والدراية

Mai Buga Littafi

دار القلم

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤٣٨ هـ - ٢٠١٧ م

Inda aka buga

بيروت - لبنان

Nau'ikan

والثاني: أنه استفهام خارج مخرج التقرير والتوبيخ. تقديره: ويْحَكم كيف تكفرون بالله؟ كما قال: ﴿فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ﴾ [سورة التكوير: ٢٦]. قاله الفراء (١) وابن الانباري (٢).
والقول الأول هو الأشبه بالصواب، وهو قول عامة المفسرين، قال الواسطي: "وبخهم بهذا غاية التوبيخ، لأن الموات والجماد لا ينازع صانعه في شيء، وإنما المنازعة من الهياكل الروحانية" (٣).
قال ابن عثيمين: " الاستفهام هنا للإنكار، والتعجيب؛ والكفر بالله هو الإنكار، والتكذيب مأخوذ من: كَفَر الشيء: إذا ستره؛ ومنه الكُفُرّى: لغلاف طلع النخل؛ والمعنى: كيف تجحدونه، وتكذبون به، وتستكبرون عن عبادته، وتنكرون البعث مع أنكم تعلمون نشأتكم؟ ! " (٤).
قوله تعالى: ﴿وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا﴾] البقرة: ٢٨]، أي: وكنم "نطفا في أصلاب آبائكم" (٥).
قال ابن عباس: " في أصلاب آبائكم لم تكونوا شيئا حتى خلقكم" (٦). وعنه أيضا: " كنتم ترابا قبل أن يخلقكم، فهذه ميتة" (٧).
وقال الصابوني: " أي وقد كنتم في العدم نُطفًا في أصلاب الآباء وأرحام الأمهات" (٨).
قال ابن عثيمين: " وذلك: قبل نفخ الروح في الإنسان هو ميت؛ جماد" (٩).
قوله تعالى: ﴿فَأَحْيَاكُمْ﴾ [البقرة: ٢٨]، " أي أخرجكم إِلى الدنيا" (١٠).
قال السعدي: "أي: "خلقكم من العدم; وأنعم عليكم بأصناف النعم" (١١).
قال ابن عثيمين: أي بنفخ الروح" (١٢).
قال ابن عباس: " فخلقكم فهذه حياة" (١٣).
قال الثعلبي: أي: "في الأرحام في الدنيا" (١٤).
قوله تعالى: ﴿ثُمَّ يُمِيتُكُمْ﴾ [البقرة: ٢٨]، أي: " عند انقضاء آجالكم" (١٥).
قال ابن عباس: " فترجعون إلى القبور فهذه ميتة أخرى" (١٦).
قال الحسن: "ذكر الموت مرتين هنا لأكثر الناس، وأما بعضهم فقد أماتهم ثلاث مرات، ﴿أو كالذى مر على قرية﴾، ﴿ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم﴾، فخذ أربعة من الطير﴾، الآيات" (١٧).
قوله تعالى: ﴿ثُمَّ يُحْيِيكُمْ﴾ [البقرة: ٢٨]، " أي تردون [إليه] في الآخرة فيجزيكم بأعمالكم" (١٨).
قال السعدي: أي: "بعد البعث والنشور" (١٩).
قال ابن عباس: " ثم يبعثكم يوم القيامة، فهذه حياة" (٢٠).

(١) أنظر: معاني القرآن: ١/ ٢٣، وانظر: التفسير البسيط: ٢/ ٢٨٩.
(٢) انظر: تفسير الطبري: ١/ ٤٢٧، وتفسير القرطبي: ١/ ٢٤٨.
(٣) تفسير القرطبي: ١/ ٢٤٧.
(٤) تفسير ابن عثيمين: ١/ ١٠٥.
(٥) تفسير الثعلبي: ١/ ١٧٣.
(٦) أخرجه ابن أبي حاتم (٣٠٢): ص ١/ ٧٣.
(٧) أخرجه ابن أبي حاتم (٣٠١): ص ١/ ٧٣.
(٨) صفوة التفاسير: ١/ ٣٩.
(٩) تفسير ابن عثيمين: ١/ ١٠٥.
(١٠) صفوة التفاسير: ١/ ٣٩.
(١١) تفسير السعدي: ١/ ٤٨.
(١٢) تفسير ابن عثيمين: ١/ ١٠٥.
(١٣) أخرجه ابن أبي حاتم (٣٠١): ص ١/ ٧٣.
(١٤) تفسير الثعلبي: ١/ ١٧٣.
(١٥) تفسير الثعلبي: ١/ ١٧٣.
(١٦) أخرجه ابن أبي حاتم (٣٠١): ص ١/ ٧٣.
(١٧) نقلا عن: البحر المحيط: ١/ ١٠٨.
(١٨) تفسير البغوي: ١/ ٧٧.
(١٩) تفسير السعدي: ١/ ٤٨.
(٢٠) أخرجه ابن أبي حاتم (٣٠١): ص ١/ ٧٣، وعنه أيضا: " حين يبعثكم". أخرجه ابن أبي حاتم (٣٠٢): ص ١/ ٧٣.

2 / 151