169

الإبطال والرفض لعدوان من تجرأ على كشف الشبهات بالنقض

الإبطال والرفض لعدوان من تجرأ على كشف الشبهات بالنقض

Mai Buga Littafi

دار الصفوة للنشر والتوزيع

Bugun

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٧ م

Nau'ikan

توحيد العبادة الذي يسميه المشركون في زماننا (الاعتقاد) كما كانوا يدعون الله سبحانه ليلًا ونهارًا، ثم منهم من يدعو الملائكة لأجل صلاحهم وقربهم من الله ليشفعوا له، أو يدعو رجلًا صالحًا مثل اللات: أو نبيًا مثل عيسى وعرفت أن رسول الله ﷺ، قاتلهم على هذا الشرك (١) ودعاهم إلى إخلاص العبادة [كما قال تعالى: ﴿فلا تدعوا مع الله أحدًا﴾ وقال: ﴿له دعوة الحق والذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشيء﴾ وتحققت] أن رسول الله ﷺ قاتلهم ليكون الدعاء كله لله، والنذر كله لله، والذبح كله لله، والإستغاثة كلها بالله، وجميع العبادات كلها لله، [وعرفت أن إقرارهم بتوحيد الربوبية لم يدخلهم في الإسلام، وأن قصدهم الملائكة والأنبياء، والأولياء، يريدون شفاعتهم، والتقرب إلى الله بذلك هو الذي أحلَّ دماءهم وأموالهم،] عرفت حينئذٍ التوحيد الذي دعت إليه الرسل، وأبى عن الإقرار به المشركون، وهذا التوحيد هو معنى قولك: لا إله إلا الله، فإن الإله عندهم هو الذي يقصد لأجل هذه الأمور (٢)، [سواء كان ملكًا، أو نبيًا، أو وليًا، أو شجرة، أو قبرًا، أو جنيا] ً لم يريدوا أن الإله هو الخالق الرازق المدبر، فإنهم يعلمون أن ذلك لله وحده كما قدمت

(١) الذي هو دعوة غير الله مع الله، قال تعالى: ﴿فلا تدعوا مع الله أحدًا﴾ فدلت الآية الكريمة على أن دعاء الأموات ونداءهم والاستغاثة بهم من الشرك الأكبر الذي لا يغفره الله إلا بالتوبة منه.
(٢) أي طلب الشفاعة منهم والتوجه إلى الله بدعائهم من دون الله ومع الله.

1 / 173