364

Lu'ulu'u Mai Haske - Kashi Na Farko

الجزء الأول

Nau'ikan

Fikihu Shia

قالوا: وقام إليه رجل من أهل السواد عند بلوغه هذا الموضع فناوله كتابا، فلما فرغ من قراءته قال له ابن عباس: لو أطردت مقالتك من حيث أفضيت.

فقال: هيهات يابن عباس تلك شقشقة هدرت ثم قرت.

قال ابن ابي الحديد: وقوله بين نثيلة ومعتلفه، يريد أن همه الأكل، والنثيل: الرجيع والروث، والمعتلف: موضع العلف، قال: وهذا من ممض الدم، وأشد من قول الحطيئة الذي قيل أنه أهجى بيت في العرب:

دع المكارم لا ترحل لبغيتها ... واقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي

قال ابن أبي الحديد حدثني شيخي أبو الخير مصدق بن شبيب الواسطي رحمه الله في سنة ثلاث وستمائة قال: قرأت على الشيخ أبي محمد عبد الله بن أحمد بن أحمد بن أحمد المعروف بابن الخشاب هذه الخطبة فلما انتهيت إلى هذا الموضع قال لي: [لو](1) سمعت ابن عباس يقول هذا القول لقلت: وهل بقى في نفس ابن عمك أمر لم يبلغه في هذه الخطبة لتتأسف أن لا يكون بلغ من كلامه ما أراد، ما رجع عن الأولين ولا عن الآخرين، ولا بقى في نفسه احد لم يذكره إلا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

قال مصدق رحمه الله: وكان ابن الخشاب صاحب دعابة وهزل قال فقلت له: أتقول أنها منحولة.

فقال: لا والله وإني لأعلم أنها كلامه كما أعلم أنك مصدق، قال: فقلت إن كثيرا من الناس يقولون إنها من كلام الرضي، قال لي: أنى للرضي ولغير الرضي هذا النفس وهذا الأسلوب قد وقفنا على رسائل الرضي، وعرفنا طريقته وفنه في الكلام المنثور وما يقع مع هذا الكلام في خل ولا [في] (2) خمر، ثم قال: والله لقد وقفت على هذه الخطبة في كتب صنفت قبل أن يخلق الرضي بمائتي سنة، ولقد وجدتها مسطورة بخطوط أعرفها وأعرف خطوط من هي من العلماء وأهل الأدب قبل أن يخلق النقيب أبو أحمد والد الرضي.

Shafi 372