213

Lu'ulu'u Mai Haske - Kashi Na Farko

الجزء الأول

Nau'ikan

Fikihu Shia

وفي هذه الغزاة قتل رجل من المسلمين من بني كلب بن عوف بن عامر بن ليث بن بكر، يقال له: هشام بن ضبابة، قتله رجل من الأنصار من رهط عبادة بن الصامت، وهو يرى أنه من العدو فقتله خطأ، وفيها وقعت بين بعض سقاة المهاجرين وبعض(1) سقاة الأنصار منافسة على السقي وصاح كل منهما بأصحابه حتى كادوا يقتتلون، فقال عبد الله بن أبي بن سلول في جملة كلام له: والله ما مثلنا ومثل جلابيب (قريش) [هذه](2) إلا كما قال القائل: سمن كلبك يأكلك، وقال: والله، لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل، فأنزل الله في ذلك سورة المنافقين، وفيها فقدت ناقة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم القصوى، فقال بعض المنافقين: أفلا يخبره الله بمكان ناقته، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والمنافق يسمع: ((إن رجلا من المنافقين شمت أن ضلت ناقة رسول الله -صلى الله عليه-، وقال: أفلا يخبره الله بمكانها، فلعمري إن محمدا ليخبر بأعظم من شأن الناقة، ولا يعلم الغيب إلا الله سبحانه، وإن الله قد أخبرني بمكانها وإنها في [هذا](3) الشعب المقابلكم قد تعلق زمامها بشجرة)) فذهبوا فأتوا بها، وفيها أمر رسول الله صلى الله عليه وآله[في رجوعه](4) بالنقيع بالنون أن يحمي لخيل المسلمين وإبلهم لما رأى فيه كلاء كثيرا، وفيها سابق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بين الخيل والإبل، وفيها نزلت آية اليتيم، وفيها كان حديث الإفك، وفيها نهى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن طروق النساء ليلا، لما تقدم عبد الله بن رواحة إلى أهلة، فرأى مع امرأته إنسانا طويلا نائما فهم بقتلهما، ثم تثبت فغمز امرأته برجله ففزعت وصاحت، فقال: أنا عبد الله، فمن هذا الذي معك؟ قالت: فلانة الماشطة، سمعنا بقدومك فدعوناها لتمشطني، فكان ذلك سبب قول النبي - صلى الله عليه وآله وسلم-: ((لا تطرقوا النساء ليلا))، ثم كانت.

Shafi 215