199

Lu'ulu'u Mai Haske - Kashi Na Farko

الجزء الأول

Nau'ikan

Fikihu Shia

وأما معاوية بن المغيرة فإنه انهزم يوم أحد فمضى حتى بات قريبا من (المدينة)، فلما أصبح دخل (المدينة) فأتى منزل عثمان بن عفان وهو ابن عمه، فقالت زوجته أم كلثوم ابنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ليس هو هاهنا، فقال: ابعثي إليه فإن له عندي ثمن بعير ابتعته منه عاما أول، فأرسلت إليه وهو عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلما جاء، قال لمعاوية: أهلكتني وأهلكت نفسك، ثم أدخله عثمان داره وصيره في ناحية منها، وخرج إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليأخذ له الأمان، فسمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ((إن معاوية في (المدينة) فاطلبوه))، فطلبوه(1) من دار عثمان وجاءوا به إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال عثمان حين رآه: والذي بعثك بالحق نبيا ما جئتك إلا لأطلب له الأمان فهبه لي، فوهبه له، وأجله ثلاثا وأقسم لئن وجد بعدها ليقتلنه، فجهزه عثمان، واشترى له بعيرا، وسار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى حمراء الأسد، وأقام معاوية إلى اليوم الثالث ليعرف أخبار النبي صلى الله عليه وآله وسلم ويأتي بها قريشا، فلما كان اليوم الرابع قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((إن معاوية أصبح قريبا لم يبعد فاطلبوه فاقتلوه))، فأصابوه وقد أخطئ الطريق فقتلوه، وكان الذي أسرع في طلبه زيد بن حارثة، وعمار بن ياسر فضربه زيد بالسيف، وقال عمار: إن لي فيه حقا فرماه بسهم فقتلاه، ثم انصرفا إلى (المدينة) بخبره، ويقال: إنه أدرك على ثمانية أميال من (المدينة)، ثم كانت.

Shafi 201