الحذر من السحر

Khalid Al-Juraisi d. Unknown
10

الحذر من السحر

الحذر من السحر

Mai Buga Littafi

مؤسسة الجريسي للتوزيع والإعلان

Inda aka buga

الرياض

Nau'ikan

[أما معنى ﴿تتلوا﴾، فهو: تقرأ، أي من التلاوة، أو: تَتْبع، كما تقول: جاء القوم يَتْلو بعضُهم بعضًا، أو أن معناها: تفضِّل، لأن كل من اتبع شيئًا وجعله إمامه فقد فضّله على غيره. والتعبير بـ ﴿تتلوا﴾، يعني: تَلَتْهُ، فهو بمعنى المُضِيّ] (١) . فيصير المعنى - على ما سبق -: قد فضّلت سحرة يهود، ومن تشبّه بهم، واتبعوا - وهم من شياطين الإنس - ما قرأته شياطين الجن، مما افترته كذبًا، وتقوَّلَتْه زورًا، على عهد ملك سليمان، بأن سبب ملكه إنما كان السحر وما أنزل على الملكين، والله أعلم. [أما المتلو هنا فهو: السحر. وقد عُبر عن ذلك بالتلاوة، لأن التلاوة إنما تكون - في كلام العرب - بمعنيين؛ أحدهما: الاتباع، فيكون المعنى واتبعوا ما تتّبعه الشياطين مما دفنوه تحت كرسي سليمان ﵇ من السحر والكفر. والمعنى الآخر: القراءة والدراسة، فيكون المعنى: واتبع اليهود ما تلته الشياطين عليهم دراسة ورواية، فسارت على منهاجها في ذلك، وعملت به وروته. فيتحصل بذلك: أن اليهود اتبعوا ما تبعته الشياطين بالعمل به، وتدارسوه بالرواية عنهم] (٢) . ٣- ... يقول تعالى: [البَقَرَة: ١٠٢] ﴿عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ﴾، فما وجه التعبير بـ ﴿على﴾، مع أن التلاوة - كما سبق - تكون بمعنى الاتباع أو الدراسة؟ وما هو ملك سليمان؟ وهل يُحجر ذلك المُلك العظيم عن غيره من الخلق عامة؟ إن الدراسة - كما لا يخفى - تتضمن معنى التحديث والإخبار، وهذا

(١) انظر: الجامع لأحكام القرآن، للإمام القرطبي (٢/٤٢) . (٢) المرجع السابق (١/٤٩٢) .

1 / 15