Asirai Tarihin Da Ya Rikita
ألغاز تاريخية محيرة: بحث مثير في أكثر الأحداث غموضا على مر الزمن
Nau'ikan
أما بالنسبة إلى الأميرين، فقد فتحت مقبرة الدير التي دفن فيها رفاتهما عام 1933، وفحص الجمجمتين موظف أرشيف ويستمينستر ورئيس جمعية بريطانيا العظمى للتشريح. وأظهرت الأدلة الجنائية أن ...
من قواعد القصص البوليسية الرائعة: لا تفش النهاية.
الفصل الأول
هل كان أسلافنا من سلالة النياندرتال؟
في أحد أيام شهر أغسطس عام 1856، في وادي النياندرتال في شمال غرب ألمانيا، اكتشف عامل في محجر جيري عظام دب كهفي؛ حسب ظنه. فوضعها جانبا ليريها ليوهان فولروت، وهو مدرس محلي ومؤرخ طبيعي متحمس.
أدرك فولروت في الحال أنه شيء أهم بكثير من أن يكون عظام دب؛ فقد كان الرأس في نفس حجم رأس الإنسان تقريبا، ولكن كان شكله مختلفا؛ إذ كانت الجبهة قصيرة، إلى جانب وجود نتوءات عظمية فوق العينين، وأنف كبير بارز، وأسنان أمامية كبيرة، وانتفاخ بارز من الخلف. ومن واقع العظام التي اكتشفت، لا بد أن الجسم كان يشبه جسم الإنسان أيضا، وإن كان أقصر وأكثر امتلاء - وأكثر قوة بكثير - من أي إنسان عادي. وأدرك فولروت أن ما أضفى على هذه العظام مزيدا من الأهمية أنها قد وجدت وسط رواسب جيولوجية من عصور سحيقة.
اتصل المدرس بهيرمان شافلهاوزن، أستاذ التشريح بجامعة بون القريبة، الذي أدرك هو الآخر أن العظام غريبة واستثنائية، ووصفها لاحقا بأنها: «تكوين طبيعي لم يعرف بوجوده حتى هذه اللحظة.» وكان شافلهاوزن يعتقد بالفعل أن ما اكتشفه العامل كان نوعا جديدا - أو بالأحرى بالغ القدم إلى أقصى الحدود - من البشر، وهو نوع اصطلح على تسميته بعد ذلك بإنسان نياندرتال، بل إن شافلهاوزن ربما يكون قد ظن أيضا أن النياندرتال كانوا أسلافا قدماء للإنسان الحديث.
لو توقع الأستاذ الجامعي والمدرس من المؤسسة العلمية الاحتفاء باكتشافهما، لمنيا بخيبة أمل مريرة؛ فقد كان لا يزال متبقيا من الوقت ثلاث سنوات على نشر نظرية تشارلز داروين عن التطور، كما تم التوضيح في كتاب «أصل الأنواع»، حيث نشرت عام 1859. وكانت فكرة تطور البشر من أي أنواع أخرى - فضلا عن نوع تمثله تلك العظام - تبدو فكرة ساذجة ومنافية للعقل تماما من وجهة نظر معظم العلماء. كما قام رودولف فيرشوف، عالم الباثولوجيا الرائد في هذا الوقت، بفحص العظام وأعلن أنها تخص إنسانا عاديا، وإن كانت لشخص يعاني من مرض غير معروف، وحذا خبراء آخرون حذوه.
غير أنه بنهاية القرن التاسع عشر، انتشرت الداروينية في معظم الدوائر العلمية. فألقى بعض العلماء، أمثال جابرييل دي مورتييه في فرنسا، نظرة أخرى على العظام وذهبوا إلى أن الإنسان الحديث تطور من النياندرتال. وساهم اكتشاف المزيد من بقايا النياندرتال - في فرنسا وبلجيكا وألمانيا - في تدعيم حجتهم. كان تاريخ هذه الحفريات يعود إلى ما بين 110000 و35000 عام مضى؛ ما جعل من المستحيل رفضها باعتبارها بقايا شخص مريض أو حديث.
ولكن غالبية العلماء، بقيادة فرنسي آخر يدعى مارسيلين بول، ظلوا رافضين بشكل متعنت للنياندرتال كأسلاف للبشر. وسلم بول بأن الهياكل العظمية ربما كانت عتيقة، ولكنها لا تمت بصلة للإنسان. وذهب بول إلى أن هذا النياندرتال ذا الركبة المنحنية والعنق القصير والعمود الفقري المقوس هو أقرب إلى القردة منه إلى الإنسان. وأشار إلى أنه إذا كان للإنسان الحديث أية صلة به ، فقد تقتصر فقط على أنه ربما يكون أسلافنا البشر «الحقيقيون»، أيا ما كانوا، قد محوا هذا «النوع المتدهور».
Shafi da ba'a sani ba