Asirai Tarihin Da Ya Rikita
ألغاز تاريخية محيرة: بحث مثير في أكثر الأحداث غموضا على مر الزمن
Nau'ikan
ولكن إذا كان ريتشارد في دراما شكسبير لديه سبب مقنع للقلق بشأن سمعته، فقد استطاع الملك الحقيقي أن يلتمس العزاء لنفسه في معرفة أنه كان سيأخذ أكثر من نصيبه من المدافعين. فبعد خمسمائة عام من وفاته، استمر قاتل أميري البرج في إلهام كتاب القصص البوليسية، وأبرزهم جوزفين تاي صاحبة الرواية الأكثر مبيعا «ابنة الزمن». وتضم جمعية ريتشارد الثالث أكثر من ثلاثة آلاف عضو كرسوا جهودهم لتطهير اسمه.
كان ريتشارد في عيون المدافعين عنه ضحية لحملة دعائية نظمها هنري السابع، أول ملوك أسرة تيودور الذين خلفوا بطلهم في الحكم. ويرسم هؤلاء «الريتشارديون» صورة مختلفة على نحو مذهل لريتشارد: فهو جندي شجاع، وملك مهموم بالحكم، وأخ مخلص. كما أن لهم أفكارهم الخاصة بشأن قاتل أميري البرج. •••
كان الرجل المسئول عن النظرة التقليدية لريتشارد كتجسيد للشر، بما يفوق شكسبير، هو توماس مور؛ فهو من وضع الحبكة الأساسية التي اتبعها شكسبير والكتاب التيودوريون. وقد قام مور بتأليف كتاب «تاريخ الملك ريتشارد الثالث» فيما بين عامي 1514 و1518 وقام بتنقيحه في أواخر عشرينيات القرن السادس عشر.
نشأ ريتشارد الجلوستري - من جلوستر - كما كان معروفا قبل أن يصبح ملكا، في كنف شقيقه الأكبر الملك إدوارد الرابع. وكان ريتشارد الأكثر إذعانا مخلصا لإدوارد، الذي كافأه في المقابل بالعديد من الألقاب والممتلكات التي تمركزت بشكل أساسي في شمال إنجلترا.
وفي أبريل عام 1483، توفي إدوارد عن عمر يناهز الأربعين، بعد حياة من الإفراط في الطعام والشراب والنساء، تاركا ابنين؛ إدوارد اثني عشر عاما، وريتشارد عشرة أعوام. وكانت أمنية الملك على فراش الموت أن يصبح ابنه الملك إدوارد الخامس، على أن يكون أخوه (ريتشارد) «وصيا» على العرش حتى يبلغ الصبي من العمر ما يؤهله لتولي الحكم بمفرده.
لم يرض هذا الترتيب زوجة إدوارد الرابع، إليزابيث وودفيل. وبينما كان ريتشارد في الشمال، نجحت في إقناع المجلس الملكي في لندن برفض وصايته، ثم أرسلت رسالة عاجلة إلى أخيها أنطوني، تطلب منه إحضار إدوارد الصغير إلى لندن حتى يمكن تتويجه في الحال.
ولدى معرفته بالمؤامرة، أسرع ريتشارد إلى الجنوب، معترضا سبيل أنطوني وودفيل وإدوارد. وبعد مأدبة احتفالية في المساء، قام ريتشارد بالقبض على أنطوني وودفيل وإرساله إلى الشمال، حيث أعدم بعدها بفترة وجيزة. بعد ذلك، اصطحب ريتشارد ابن أخيه الصغير إلى لندن؛ حيث أسكنه برج لندن، الذي كان آنذاك قصرا ملكيا وليس سجنا.
ولكن استمرت الخطط في اتجاه تتويج الملك الصغير، وأقنع ريتشارد الملكة بأن تدع ابنها الأصغر يلحق بإدوارد ليحضر مراسم التتويج. وتعهد ريتشارد بإعادة الصبي فور انتهاء التتويج. وكان ما ساهم أكثر في إقناعها بلا شك قوات ريتشارد التي أحاطت بحرم الملكة في دير ويستمينستر.
في غضون ذلك، كان ريتشارد في حاجة لذريعة ما للمطالبة بالعرش لنفسه. وظهرت تلك الذريعة بلا أي جهد في يونيو، في صورة معروف أسداه روبرت ستيلينجتون، أسقف باث وويلز. فقد كشف ستيلينجتون للمجلس الملكي عن أن زواج إدوارد الرابع بإليزابيث وودفيل كان باطلا؛ لأنه في وقت ما عقد قرانه بامرأة أخرى هي إليانور باتلر. وبذلك يكون الأميران اللذان في البرج ابني زنا ... وأبناء الزنا لا يستطيعون وراثة العرش.
ومع غرق جورج الأخ الآخر لإدوارد الرابع، في النبيذ المذكور آنفا، لم يكن هناك شخص آخر في ترتيب وراثة العرش سوى ريتشارد الجلوستري.
Shafi da ba'a sani ba