Asirai Tarihin Da Ya Rikita
ألغاز تاريخية محيرة: بحث مثير في أكثر الأحداث غموضا على مر الزمن
Nau'ikan
ومن هذه الوثائق انبثقت صورة أوضح كثيرا لجوتنبرج وانبثق معها أيضا تهديد جديد - هو الأخطر على الإطلاق - لادعاء جوتنبرج بأنه مخترع الطباعة. •••
سجلت أولى الوثائق الخطيرة التي ظهرت دعوى قضائية أقيمت ضد جوتنبرج في عام 1439، حين كان يعيش في ستراسبورج. كان جوتنبرج، الذي تجاوزت طموحاته في الاختراع حدود الطباعة، قد اخترع فيما يبدو طريقة ما جديدة لتصنيع المرايا. ودخل في شراكة مع أندرياس دريتتسين لإنتاجها وبيعها للحجاج في الطريق إلى آخن، إلا أن الصفقة انهارت. ففيما يبدو أن الشريكين قد حصلا على تاريخ خاطئ للحج، والذي لم يكن مقررا في عام 1439، ولكن بعده بعام. فتوصلا إلى أنهما لا يرغبان في الانتظار عاما لبيع المرايا؛ ما جعل دريتتسين يقترح بعد ذلك ضرورة قيام جوتنبرج بتعليمه فنا آخر وغير محدد. وأبرم جوتنبرج ودريتتسين عقدا جديدا لتغطية تكاليف «فن ومغامرة» جوتنبرج.
هل كان هذا هو فن ومغامرة الطباعة؟ هناك غموض شديد في الوثائق في هذا الشأن؛ فمن الواضح أن كلا طرفي القضية قد تعمد تجنب إفشاء السر. ولا تقدم الوثائق سوى لمحات، ولكن هذه اللمحات تتضمن ذكر شراء الرصاص والمعادن الأخرى، إلى جانب ذكر آلة طباعة و«أشكال» معينة.
وأيا كان ما يفعله جوتنبرج، فقد كان آخرون على قناعة بأنه من الممكن أن يدر أرباحا ضخمة. فوفقا لإحدى الشهادات من المحاكمة، قامت سيدة بزيارة أندرياس دريتتسين في إحدى الليالي، وأبدت بعض التحفظات بشأن كم ما استثمره من أموال. واعترف دريتتسين بأنه قد رهن ميراثه، ولكنه أخبر السيدة بثقة قائلا: «لن نفشل؛ وقبل أن ينقضي عام سنكون قد استرددنا رأس مالنا وبعدها سنحيا في رغد من العيش.»
كان أشقاء دريتتسين أيضا يعتقدون أن الاختراع يساوي الكثير من المال، وهذا ما أدى إلى رفع الدعوى. فقد كان العقد يحتوي على فقرة تقضي بأنه في حالة وفاة أي من الطرفين، لن يأخذ ورثته محله. ولكن عندما توفي دريتتسين في عام 1438، أراد أشقاؤه الدخول في الصفقة، وهو ما قوبل بالرفض من جانب جوتنبرج، وجاء حكم المحكمة في صالحه. ونتيجة لذلك، لم يعلم أشقاء دريتتسين مطلقا الفن السري الذي كان شقيقهم يتعلمه من جوتنبرج، ولم تتح لنا معرفة أكيدة بماهية هذا الفن.
الوثيقة الخطيرة التالية تتحدث بشكل صريح عن الطباعة، ويعود تاريخها إلى أكتوبر 1455، وهو الوقت الذي كان فيه جوتنبرج قد عاد من ستراسبورج إلى ماينز مسقط رأسه. ومرة أخرى، واجه جوتنبرج دعوى قضائية. (في الواقع إنه قد واجه العديد منها، وهو ما قد يعد أمرا حتميا لمخترع في عصر ما قبل براءة الاختراع.) وقد أصبح سجل هذه الوثيقة معروفا بوثيقة هيلماسبرجر، تيمنا باسم كاتب العدل الذي قام بتوقيعها ، أولريش هيلماسبرجر.
كان المدعي هو يوهان فوست، وهو شريك آخر لجوتنبرج، ويعتبر في اعتقاد بعض المؤرخين المخترع الحقيقي للطباعة.
يتضح لنا شيء من وثيقة هيلماسبرجر؛ وهو أن فوست أقرض جوتنبرج مبلغا كبيرا من المال لما وصف ب «مشروع الكتب». وفيما بعد، أقام فوست دعوى قضائية من أجل استرداد رأس المال والفائدة، وحكمت له المحكمة بمعظمهما. ولا تذكر وثيقة هيلماسبرجر تلك تحديدا قيمة المبلغ، أو ما إذا كان جوتنبرج قد تمكن من السداد. ومع ذلك، فقد خلص العديد من المؤرخين إلى أن القرار قد أدى إلى إفلاس جوتنبرج وإثراء فوست، الذي ربما يكون قد استولى على متجر الطباعة المملوك للأول.
لقد مضى فوست في طريقه ليصبح طباعا ناجحا؛ سواء أكان ذلك في متجر جوتنبرج أم في متجر أنشأه لنفسه. ويظهر اسم فوست، إلى جانب اسم شريك جديد يدعى بيتر شافر، على «سفر مزامير ماينز» لعام 1457، الذي لا يزال يوجد منه عشر نسخ. ويعد «سفر المزامير» هو أول كتاب مطبوع ولا يوجد أي شكوك بشأن مكان وتاريخ طباعته، واسم طابعه، ويستشهد به مؤيدو فوست كدليل على أن رجلهم، وليس جوتنبرج، هو من أكمل آلة الطباعة وأول من قام بتشغيلها.
ولكن هل ساهم فوست بالفعل في اختراع آلة الطباعة، أم إنه كان مجرد ممول لاختراع جوتنبرج. هل كان «سفر المزامير» هو أول كتاب مطبوع، أم مجرد أول كتاب مطبوع معروف مكان طباعته وتاريخ طباعته واسم طابعه؟
Shafi da ba'a sani ba