Asirai Tarihin Da Ya Rikita
ألغاز تاريخية محيرة: بحث مثير في أكثر الأحداث غموضا على مر الزمن
Nau'ikan
وعلى الأرجح أن أول لصوص القبور هم المصريون القدماء أنفسهم، استنتاجا من الجهود المضنية لإحباط محاولات السرقة. ففي هرم أمنمحات الثالث في هوارة ، على سبيل المثال، يؤدي المدخل إلى حجرة صغيرة خاوية تؤدي إلى ممر ضيق لا يوصل إلى أي مكان. في سقف هذا الممر، كان هناك حجر ضخم يزن أكثر من اثنين وعشرين طنا. حين زحزح إلى الجنب، ظهر رواق علوي لم يؤد فيما يبدو إلى أي مكان أيضا. وكان هناك باب خفي من الطوب في أحد الجدران يؤدي إلى ممر ثالث، ثم كان هناك حجران آخران في السقف قبل الوصول إلى غرفة صغيرة تؤدي أخيرا إلى غرفة الدفن.
غير أن كل ذلك ذهب سدى؛ فلم يعق لصوص المقابر المصريين عن السرقة. ولم يؤد عزم الفراعنة وإصرارهم إلى إحباط علماء الآثار فحسب، بل إلى إحباط صائدي الكنوز فيما بعد، مثل الحاكم العربي عبد الله المأمون في القرن التاسع. وكان قد ترك تقريرا مفصلا عما كان يظنها أول بعثة استكشافية لهرم خوفو الأكبر. فبعد أن قاد زمرته عبر سلسلة من الممرات الكاذبة والمداخل المسدودة، وصل أخيرا إلى غرفة الدفن؛ حيث لم يجد أي شيء سوى تابوت حجري فارغ.
كان المستكشفون الأوروبيون الذين وصلوا إلى مصر بعد غزو نابليون مهتمين بالحجر المنقوش أكثر من اهتمامهم بالمجوهرات، ولكنهم لم يحترموا الآثار الفرعونية بدرجة أكبر بكثير من سابقيهم المصريين والعرب. ففي عام 1818، استخدم جيوفاني بلزوني، وهو لاعب سيرك إيطالي قوي البنية تحول إلى مستكشف، آلات حربية تسمى الكبش لاختراق جدران هرم خفرع؛ ابن خوفو. ورغم أن بلزوني كان مشغولا بتأمين مخزون كاف من المعروضات لمعرضه القادم في لندن، فإنه توقف لفترة طويلة كافية لفحص الجثث فيما بدا أنها غرفة الدفن. وكانت العظام الوحيدة التي وجدت هناك لثور، ولعلها كانت نوعا من القرابين ألقيت داخل التابوت الحجري من قبل بعض المتطفلين الأوائل الذين فروا بجثة الفرعون.
أثمر البحث - عن الكنوز والجثث - عام 1923 حين عثر عالم الآثار البريطاني هوارد كارتر على مقبرة توت عنخ آمون. ويعتبر الملك توت عنخ آمون الآن أشهر الفراعنة على الأرجح، وهو يستحق ذلك، بالنظر إلى الكنز الرائع الذي لم يمسه أحد وعثر عليه كارتر، واشتمل على تابوت صلب من الذهب، وقناع ذهبي على جسد الفرعون.
ولكن للأسف، لم يثبت الاكتشاف أي شيء بشأن الأهرامات؛ إذ لم يكن توت عنخ آمون مدفونا في أحدها، فقد حفرت مقبرته في صخور وادي الملوك بمصر مباشرة.
كان الشيء الأكثر تكديرا لطاقم عمل كارتر هو وفاة إيرل كارنارفون، وهو عالم آثار هاو وثري كان يمول البعثة. فبعد وصول الفريق وادي الملوك مباشرة، وجد كارنارفون ميتا في القاهرة. وتوفي اثنان آخران دخلا المقبرة بعدها بفترة وجيزة؛ كان أولهما رئيس قسم الآثار المصرية بمتحف اللوفر، ثم لحق به الأمين المساعد للآثار المصرية بمتحف ميتروبوليتان للفنون بنيويورك.
وأدى هذا حتما إلى ظهور كل أنواع التخمينات الساذجة بشأن وجود لعنة. فورد بأحد التقارير أن كارتر قد عثر على لوح في المقبرة نقش عليه: «سوف يضرب الموت بجناحيه كل من يعكر صفو الفرعون الذي يرقد بسلام.» •••
تواصل البحث بغض النظر عن وجود لعنة أم لا.
إذا كانت الأهرامات قد بنيت كمقابر للفراعنة، فإنها بالتأكيد كانت باهظة التكلفة. وكما كتب الشاعر روديارد كبلنج: «من سيشكك في السر المخفي أسفل هرم خوفو؛ هل من بناه هو أحد المقاولين لخوفو من بين ملايين؟» الصورة هنا لهرم خوفو الأكبر. (مكتبة الكونجرس.)
في عام 1925، وبعد عامين فقط من اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون، كان فريق من علماء الآثار الأمريكيين - تحت قيادة جورج أندرو رايزنر - يعمل بالقرب من قاعدة هرم خوفو الأكبر. وبالمصادفة، بينما كان مصور يحاول نصب حامل آلة التصوير خاصته، نزع جزءا من الجص عن فتحة سرية حفرت في الصخر، ليكشف عن جزء من دهليز ممتد بعمق مائة قدم، وممتلئ بأحجار البناء من القمة إلى القاع، واستغرق الوصول إلى القاع أسبوعين.
Shafi da ba'a sani ba