Asirai Tarihin Da Ya Rikita

Shayma Taha Raydi d. 1450 AH
139

Asirai Tarihin Da Ya Rikita

ألغاز تاريخية محيرة: بحث مثير في أكثر الأحداث غموضا على مر الزمن

Nau'ikan

وصل الدوق في العاشرة من صباح اليوم التالي. وأخبر الطيار هاملتون، متحدثا الإنجليزية، أن هتلر يرغب في وقف القتال، وأنه قد سافر جوا إلى إنجلترا لإجراء محادثات سلام مع هاملتون وآخرين من الإنجليز المتفهمين. كذلك قدم الطيار نفسه لهاملتون؛ فهو رودولف هس، نائب زعيم الرايخ الألماني.

وكما كان متوقعا، نتج عن رحلة هس عناوين صحفية مثيرة حول العالم. فقد كان هس رئيس الحزب النازي ، والمؤلف المشارك الفعلي لكتاب «كفاحي»، وأحد أعضاء دائرة هتلر الداخلية. والمدهش أن ردود الأفعال الرسمية التي سرعان ما توالت من برلين ولندن كانت واحدة إلى حد كبير: هس رجل مجنون، على الرغم من أنه قد يكون مثاليا. لقد تصرف من تلقاء نفسه تماما، دون علم أو تشجيع هتلر أو تشرشل أو أي شخص مسئول في أي من الحكومتين.

منذ البداية، شكك كثيرون في التصريح الرسمي بأن هس قد تصرف من تلقاء نفسه. فقد اعتقد البعض أن هتلر أرسل صديقه ورفيقه القديم لعقد اتفاق سلام مع إنجلترا، لعله يستطيع أن يوجه جيوشه ضد روسيا بدلا منها. وظن البعض أن هناك سرا أكثر غموضا؛ وهو أن هس، بعيدا عن فكرة وصوله المفاجئ، كان لديه سبب وجيه للاعتقاد بأنه سيقابله أصدقاء، من ضمنهم مسئولون رفيعو المستوى في الحكومة البريطانية. •••

لو كان هتلر يعلم أي شيء عن مهمة هس مسبقا، فهو لم يبين ذلك. فقد وصفت روايات شهود العيان من منتجعه الجبلي، حيث استدعى معاونين رفيعي المستوى للتعامل مع الأزمة، زعيمهم بأنه كان محزونا، والمشهد بالارتباك الشديد. وكتب رئيس هيئة أركان الحرب الجنرال فرانز هالدر في يومياته أن هتلر «كان في حالة من الذهول التام.»

وما إن صار واضحا أن هس بين أيدي البريطانيين، حتى سارعت برلين بإصدار سلسلة من التصريحات الصحفية تأسف فيها ل «هلاوس» هس، وتؤكد للعالم بأنها لن يكون لها أدنى تأثير على الحرب.

أمر هتلر باعتقال الكثير من رفاق هس، من بينهم خادم نائب الزعيم، كارلهينز بينتش، وصديقه ومستشاره غير الرسمي ألبريشت هاوسهوفر، الذي اعترف إلى الجيستابو بأنه ناقش مع هس المصالح المشتركة لهم في السلام مع بريطانيا، ويعتقد معظم المؤرخين أنه من زرع فكرة القيام بمهمة سلام في رأس هس. كذلك اعترف هاوسهوفر بأنه قد تحدث إلى هس عن أصدقائه البريطانيين الكثيرين، الذين كان من بينهم دوق هاملتون.

كذلك تم القبض على منجمين وعرافين من جميع أنحاء ألمانيا. فوفقا لتقارير صحفية نازية، ربما يكون الاضطراب العقلي الذي كان هس يعاني منه قد تركه عرضة لتأثيرهم.

من الصعب تحديد القدر الحقيقي من هذه الأحداث، والقدر الاستعراضي منها. فلا شك أن النازيين كانوا أساتذة في الدعاية، وتطلبت منهم قضية هس كل مهاراتهم. فقد كان إقدام الألمان على إرسال مبعوث سلام ومعركة بريطانيا على أشدها، فضلا عن إرسال مبعوث رفيع المستوى مثل هس، سيفسر حتما بأنه علامة ضعف؛ لذا كان من الضروري بشكل واضح أن ينأى هتلر بنفسه عن هس.

ظن بعض الشهود، من بينهم بينتش، أن هتلر يمثل، وأنه يعرف عن هذه المهمة أكثر بكثير مما صرح به. وقال كل من هاوسهوفر وزوجة هس - إلزا - إنهما كانا يعتقدان أن هس قد ناقش الفكرة العامة الخاصة بالقيام بمهمة سلام مع هتلر، رغم أنه لم يزعم أي منهما معرفة هتلر بأي تفاصيل. واسترجع آخرون فيما بعد اجتماعا عقد في 5 مايو بين هتلر وهس تعالت خلاله الأصوات؛ ربما لقيام هس بإخبار هتلر عن خطته.

كان ستالين من بين أولئك الذين لم يقتنعوا بالقصة الرسمية التي أعلنت. فعلى الرغم من معاهدة عدم الاعتداء التي وقعها عام 1939 مع ألمانيا، لم يكن يثق بهتلر. وحين أغارت القوات الألمانية على روسيا في يونيو، بعد شهر فقط من رحلة هس، نظر إلى الأمر كدليل على أنه كان على حق. فقد كان يعتقد أن هس حتما جزء من مؤامرة ألمانية بريطانية لإنهاء معركة بريطانيا والتعاون معا في تدمير البلاشفة.

Shafi da ba'a sani ba