Asirai Tarihin Da Ya Rikita
ألغاز تاريخية محيرة: بحث مثير في أكثر الأحداث غموضا على مر الزمن
Nau'ikan
غير أن سامرز ومانجولد قد منحا أملا جديدا للحالمين الذين كانوا يأملون أن يكون أحد ورثة عرش رومانوف قد نجا بطريقة أو بأخرى. وكانت الوسيلة الوحيدة لوأد هذا الأمل هي العثور على جثث الضحايا، وفي سبعينيات القرن العشرين قرر صانع أفلام روسي معروف، يدعى جيلي رابوف، أن يقوم بذلك. •••
جاءت الانطلاقة الكبرى لرابوف في عام 1978، حين اقتفى أثر الابن الأكبر لياكوف يوروفسكي، الرجل الذي كان مسئولا عن حراسة آل رومانوف في يكاتيرينبيرج. ومما أسعد رابوف أن يوروفسكي الصغير منحه نسخة من تقرير والده عن عملية الإعدام. وأكد التقرير نسخة بيكوف، التي جاء فيها أن الجثث قد دفنت ولم تحرق. والأفضل من ذلك أنه تضمن وصفا دقيقا لمكان الدفن؛ على بعد قرابة اثني عشر ميلا شمال غرب يكاتيرينبيرج.
جاءت الانطلاقة الثانية حين كون فريقا مع أحد السكان المحليين، ويدعى ألكسندر أفدونين، الذي كان على دراية بيكاتيرينبيرج ولديه نفس القدر من الاهتمام بالعثور على الجثث. وفي 30 مايو عام 1979، ولدواعي سعادته وفزعه أيضا، اكتشف رابوف ثلاث جماجم ومجموعة متنوعة من عظام بشرية أخرى في نفس المكان الذي قال تقرير يوروفسكي إن الجثث موجودة به. ولكن رابوف وأفدونين أصابهما الاضطراب والقلق حينها؛ فقد كانا لا يزالان في عصر ما قبل الجلاسنوست، ولا يعرفان تماما كيف يكون رد فعل السلطات إزاء اكتشاف رفات آل رومانوف، إن كان هو بالفعل. وقرر رابوف وأفدونين إعادة الرفات إلى مدفنه، وأقسما على ألا يخبرا أحدا بما وجداه إلى أن تتغير الحال.
ولم يكن إلا بعد عشر سنوات لاحقة أن قرر رابوف أن الوقت بات مناسبا. وفي 10 أبريل عام 1989، نشرت صحيفة موسكو نيوز الأسبوعية خبر العثور على رفات آل رومانوف في مستنقع بالقرب من يكاتيرينبيرج. وبعد عامين، وصلت القوات الروسية إلى الموقع، واستخرجوا الرفات الذي أعيد دفنه، ووجدوا أيضا بعض الجماجم، والضلوع، والفقرات، وعظام سيقان وعظام أذرع.
هل كان هذا الرفات لآل رومانوف؟ لمعرفة ذلك يقينا، اضطر العلماء إلى مقارنة الحمض النووي المستخلص من الرفات بالحمض النووي المأخوذ من دم أحد أقارب رومانوف الأحياء. ولجأ العلماء البريطانيون، من بين آخرين، إلى الأمير فيليب زوج الملكة إليزابيث الذي تصادف أيضا أن كان حفيد شقيق ألكساندرا؛ في ظل عالم الملكية الأوروبية المترابط. ووافق الأمير وتبرع بدمه. وفي يوليو عام 1993، وبعد عشر سنوات من العمل، أعلن بيتر جيل وبافل إيفانوف أن الدليل المعتمد على الحمض النووي أكد لهم بنسبة 98,5٪ أن هذا الرفات هو رفات آل رومانوف. وأشارت اختبارات لاحقة إلى درجة أعلى من اليقين.
أظهرت اختبارات الحمض النووي أيضا، بشكل نهائي وقاطع، هوية آنا أندرسون. كانت أندرسون قد توفيت في عام 1984، بعد أن تزوجت من طبيب ثري في تشارلوتسفيل، بولاية فيرجينيا. ولكن جيل استطاع الحصول على عينة من أنسجتها من أحد مستشفيات تشارلوتسفيل التي احتفظت بها بشكل روتيني بعد أن أجرت أندرسون عملية جراحية فيها. وقارن جيل الحمض النووي المأخوذ من الأنسجة بالحمض النووي المأخوذ من الرفات الذي عثر عليه في يكاتيرينبيرج ولم يجد أي تطابق بينهما. بعد ذلك، قارن الحمض النووي لأندرسون بعينة من مزارع ألماني يدعى كارل ماوخر، الذي كان حفيد أحد أشقاء القروية البولندية فرانشيسكا شانتسكوسكا، وكانت نسبة التطابق بينهما 100 بالمائة.
ظل هناك لغز واحد فقط. كانت مقابر يكاتيرينبيرج تؤوي أجزاء من تسعة هياكل عظمية، على الرغم من أن العائلة الملكية كانت تتألف من أحد عشر شخصا - أفراد العائلة السبعة، والطبيب، والخدم - مما جعل اثنين من أفراد العائلة الملكية مفقودين دون أي توضيح بشأنهما. كان واضحا أن إحدى الجثتين المفقودتين هي جثة أليكسي؛ إذ لم يكن أي من الهياكل العظمية لصبي في الثالثة عشر. واختلف العلماء حول الهيكل العظمي الآخر؛ واستنتج فريق روسي أنه لماريا، في حين أصر فريق أمريكي زائر على أنه لأنستاسيا. وفي أي من الحالتين، فقد ترك ذلك باب الاحتمالات مفتوحا أن يكون أحد ورثة العرش الروسي قد نجا من المذبحة التي وقعت في يكاتيرينبيرج.
ولكنه حتى الحالمون والمناصرون للملكية (الذين لا يزال كثيرون منهم في روسيا) اضطروا للتسليم بأنه احتمال ضعيف للغاية. فقد وصف تقرير يوروفسكي، شأنه شأن تقرير مدفيدياف، مشهدا شديد الدموية تستحيل معه نجاة أليكسي؛ أو ماريا أو أنستاسيا. كذلك قدم تقرير يوروفسكي تفسيرا للجثتين المفقودتين؛ إذ إنه تحت تأثير الارتباك، حسبما تذكر كبير السجانين، تم دفن جثتين بمعزل عن بقية الجثث. ولو تم اكتشافهما، كما يظل محتملا، لأمكن إزالة أي شكوك باقية.
في غضون ذلك، في يوليو 1998، أعيد دفن رفات نيقولا، وألكسندرا، وثلاثة من فتياتهما، وهذه المرة في سانت بطرسبرج، وفي احتفال مهيب؛ وإن لم يكن ملكيا. كان العديد من المؤرخين يرون أن موت آل رومانوف كان علامة على قدوم إرهاب الدولة وملايين الوفيات الأخرى التي ستصم الحكم الروسي، في حين كان معنى عودة آل رومانوف إلى سانت بطرسبرج أقل وضوحا بكثير.
لمزيد من البحث
Shafi da ba'a sani ba