24 -
وكل شخصين كانا تحت جنسين عاليين فإنه ليس يمكن أن يوجد كلي أصلا يحمل عليهما معا من طريق ما هو، بل يكون جميع الكليات التي تحمل على أحدهما من طريق ما هو غير جميع الكليات التي تحمل على الآخر من طريق ما هو. وكل شخصين أمكن أن تكون الكليات التي تحمل على أحدهما هي بأعيانها الكليات التي تحمل على الشخص الآخر، فإنه إما أن يكون بعض الكليات التي تحمل على أحدهما من طريق ما هو هي بأعيانها بعض تلك الكليات التي تحمل من طريق ما هو على الآخر، وإما أن تكون بجميع الكليات التي تحمل على أحدهما من طريق ما هو هي بأعيانها تحمل على الإنسان الآخر من طريق ما هو. فالأول يشترك في بعض الكليات ويختلف في بعض، والثاني لا يختلف في كلي يحمل عليه من طريق ما هو أصلا. فمثال الأول زيد والحرون. فإن الكليات المحمولة على زيد من طريق ما هو إنسان وحيوان ومغتذ، والمحمولة على الحرون فرس وحيوان ومغتذ، فقد اختلفا في بعض واشتركا في بعض. ومثال الثاني زيد وعمرو، فإن هذين ليس يختلفان في كلي يحمل عليهما من طريق ما هو أصلا. والذي يختلف في بعض ويشترك في بعض منها ما يختلف في أقل ويشترك في أكثر، ومنها ما يشترك في أقل ويختلف في اكثر. والأشخاص التي تخلف في جميع التي تحمل عليها من طريق ما هو تسمى المختلفة بالأجناس العالية. والأشخاص التي تختلف في بعض وتشترك في بعض تسمى المختلفة بالنوع. والتي لا تختلف أصلا في كلي يحمل عليها من طريق ما هو تسمى المختلفة بالنوع. والتي لا تختلف أصلا في كلي يحمل عليها من طريق ما هو تسمى المختلفة بالعدد. فإن كان النوع أخص الكليات المحمولة على الشخص من طريق ما هو، والجنس أعم من النوع، لزم ضرورة أن يكون النوع هو الكلي المحمول على كثيرين مختلفين بالعدد من طريق ما هو، والجنس هو الكلي المحمول على كثيرين مختلفين بالنوع من طريق ما هو وهذا مطرد في كل جنس، كان جنسا قريبا أو متوسطا أو عاليا.
25 -
والجنس العالي ليس يترتب تحت جنس أصلا بل يترتب تحته الأجناس، والأجناس المتوسطة فكل واحد منها يترتب تحت جنس ويرتب تحته جنس آخر، والجنس القريب يرتب تحته نوع ويرتب هو تحت جنس آخر فوقه. فكل جنس يرتب تحت جنس فإنه من جهة ما يرتب تحت شيء يسمى أيضا نوعا، ومن جهة أنه يرتب تحته شيء آخر يسمى أيضا جنسا. مثال على ذلك الحيوان، فإنه يسمى نوعا للمغتذي وجنسا للإنسان، والمغتذي جنسا للحيوان ونوعا للجسم. وهذه لسنا ندل عليها بتسميتنا لها أنها أنواع أنها محمولة على كثيرين مختلفين بالعدد، لكن إنما ندل بقولنا إنها أنواع على أنها مرتبة تحت كلي يحمل عليها من طريق ما هو، فالنوع الأول يدل أحيانا على هذا المعنى وأحيانا على المحمول على كثيرين مختلفين بالعدد من طريق ما هو. فالجنس العالي إذ كان ليس يرتب تحت كلي من طريق ما هو، فالجنس العالي إذ كان ليس يرتب تحت كلي من طريق ما هو، فالجنس العالي ليس يسمى نوعا أصلا. والمتوسطات تسمى أنواعا إذ كانت ترتب تحت كلي يحمل عليها من طريق ما هو. وأما المحمول على كثيرين مختلفين بالعدد من طريق ما هو فإنه يسمى نوعا بجهتين اثنتين، إحداهما من جهة ما هو مرتب تحت كلي يحمل عليه من طريق ما هو، والثانية من جهة ما هو محمول على كثيرين مختلفين بالعدد من طريق ما هو. فلذلك يسمى نوعا على الإطلاق. والمتوسطات والعالي تسمى أجناسا بجهتين، إحداهما م جهة ما هي محمولة على كثيرين مختلفين بالنوع من طريق ما هو، والثانية من جهة أن كليا يرتب تحتها. فإذن المتوسطات تسمى أجناسا وأنواعا. والجنس العالي يسمى جنسا فقط ولا يسمى نوعا. والمحمول على كثيرين مختلفين بالعدد يسمى نوعا فقط ولا يسمى جنسا، ويسمى أيضا النوع الأخير، ويسمى أيضا نوع الأنواع - ويعنى به النوع المرتب تحت الأنواع - ، ويسمى النوع الذي ليس تحته نوع. والجنس العالي أيضا يسمى جنس الأجناس - ويعنى به الجنس الذي ترتب تحته الأجناس.
Shafi 11