88

وقد نصت بعض الأحاديث عن الأئمة من أهل البيت عليهم السلام على أن شفاعة المؤمن تكون على قدر عمله، ففي مناقب آل أبي طالب: 2/ 15 عن الإمام الباقر عليه السلام في قوله تعالى: (وترى كل أمة جاثية كل أمة تدعى إلى كتابها اليوم تجزون ما كنتم تعملون) ، قال: ذلك النبي صلى الله عليه وآله وعلي عليه السلام يقوم على كوم قد علا الخلايق فيشفع ، ثم يقول: يا علي إشفع ، فيشفع الرجل في القبيلة ، ويشفع الرجل لأهل البيت ويشفع الرجل للرجلين على قدر عمله . فذلك المقام المحمود). انتهى . وروت في مصادر السنة شبيها به أيضا .

وبما أن درجات الملائكة والأنبياء والأوصياء عليهم السلام ودرجات المؤمنين متفاوتة وأعظمهم عملا وأعلاهم درجة نبينا صلى الله عليه وآله فليس غريبا أن يكون أعظمهم شفاعة عند الله تعالى .

وبما أن سيئات الناس تتفاوت دركاتها ويصل بعضها إلى تحت الصفر بألوف الدرجات مثلا.. فالذين تشملهم الشفاعة هم الأقرب إلى النجاح والأفضل من مجموع المسيئين، وقد وردت في شروطهم عدة أحاديث ، منها عن النبي صلى الله عليه وآله : ( إن أدناكم مني وأوجبكم علي شفاعة: أصدقكم حديثا ، وأعظمكم أمانة ، وأحسنكم خلقا ، وأقربكم من الناس).(مستدرك الوسائل: 11/171).

وعلى هذا فالشفاعة مقننة بقوانين دقيقة ككل الأعمال الإلهية الدقيقة الحكيمة ، وليست من نوع الوساطات والمحسوبيات الدنيوية ، كما يتصوره بعض المستشرقين أو المسلمين .

قال المستشرق اليهودي جولد تسيهر في مذاهب التفسير الإسلامي ص192، مادحا المعتزلة لقولهم بعدم شمول الشفاعة لمرتكبي الكبائر: ( لايريدون التسليم بقبول الشفاعة على وجه أساسي حتى لمحمد ، ذلك بأنه يتعارض مع اقتناعهم بالعدل الإلهي المطلق ) .

Shafi 89