ثم لما كانوا ببعض طريق مكة ، مرت بهم رجل من جراد فأفتاهم كعب أن يأخذوه فيأكلوه . فلما قدموا على عمر بن الخطاب ذكروا له ذلك فقال: ما حملك علىأن تفتيهم بهذا ؟ قال: هو من صيد البحر . قال: وما يدريك؟ قال: يا أمير المؤمنين والذي نفسي بيده . إن هي إلا نثرة حوت ينثره في كل عام مرتين ). (ورواه عبد الرزاق:4/435 ، وغيرهما ) ومع الأيام صار قول هذا الحاخام المقرب من عمر ، حديثا عن النبي صلى الله عليه وآله روته مصادرهم مسندا عن أبي هريرة ، وابن عباس ، وأنس ، وجابر وخزيمة، وغيرهم عن النبي صلى الله عليه وآله ! وقال بعض الرواة إنه رأى الحوت وهو يعطس جرادا كما في تفسير ابن كثير :2/106، وغيره !
وقال ابن كثير في تفسيره:2/ 105: (وقد روي عن جماعة من الصحابة عن النبي (ص) بنحوه ، وقد روى الامام أحمد وأ بو داود والترمذي وابن ماجه من طرق عن حماد بن سلمة حدثنا أبو المهزم هو يزيد بن سفيان سمعت أبا هريرة يقول: كنا مع رسول الله (ص)في حج أو عمرة فاستقبلنا جراد فجعلنا نضربهن بعصينا وسياطنا فنقتلهن فسقط في أيدينا فقلنا ما نصنع ونحن محرمون فسألنا رسول الله (ص) فقال: لا بأس بصيد البحر ) !
وفي سبل الهدى:9/78: (وروى أبو داود وضعفه ، وابن مردويه والبيهقي عن أبي هريرة أن رسول الله(ص) قال: الجراد من صيد البحر .وروى ابن ماجه عن أنس وجابر أن رسول الله(ص) قال: الجراد نثرة الحوت في البحر ) !!
والهدف من هذه الأحاديث تحليل صيد الجراد للمحرمين ! ولولا أن كعبا نفسه كان أفتى بأن الجراد من صيد البر ، وجعل الكفارةعلى المحرم إن صاده درهمين واشتهر ذلك عنه ، لنجح تحليله ، وصار مجمعا عليه عندهم !
قال ابن قدامة في المغني:3/534 : (واختلفت الرواية في الجراد ، فعنه(ص): هو من صيد البحر لاجزاء فيه ، وهو مذهب أبي سعيد ، قال ابن المنذر قال ابن عباس وكعب: هو من صيد البحر. وقال عروة: هو نثرة حوت ، وروي عن أبي هريرة قال . أصحابنا ضرب من جراد فكان رجل منا يضرب بسوطه وهو محرم فقيل إن هذا لايصلح فذكر ذلك للنبي(ص)فقال: هذا من صيد البحر . وعنه عن النبي (ص)أنه قال: الجراد من صيد البحر. رواهما أبو داود .
Shafi 366