308

لكن خوفهم من البسملة بقي ! فالذي كان بالأمس يؤذي النبي صلى الله عليه وآله فيقرأ عليه البسملة فترتعد فرائصه ويولي فرارا ، يصعب عليه أن يتحمل سماعها اليوم من النبي صلى الله عليه وآله في مسجده بالمدينة! كما يصعب عليه أن يقرأها بعد النبي صلى الله عليه وآله ويجهر بها ؟!

وأول ما ظهر انتقام الطلقاء من البسملة بعد النبي صلى الله عليه وآله أنهم حرموا قولها بصوت عال ، أي حذفوها عمليا من الصلاة !

وهذا معنى قول الإمام الصادق عليه السلام : (كتموا بسم الله الرحمن الرحيم فنعم والله الأسماء كتموها )!!

ويبدو أنهم أقنعوا أبا بكر وعمر بذلك فتركاها ، فقد رووا عنهما أنهما تركاها في صلاتهما !

ثم نشروا مقولة أن النبي صلى الله عليه وآله لم يكن يجهر بها !!

ثم وصل أمرهم إلى إنكار أن البسملة آية من القرآن كما سترى !!

قال النووي في المجموع:3/343: (قالوا: ولأن الجهر بها منسوخ ، قال سعيد بن جبير: كان رسول الله (ص) يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم بمكة ، وكان أهل مكة يدعون مسيلمة الرحمن ، فقالوا إن محمدا يدعو إلى إله اليمامة ، فأمر رسول الله (ص) فأخفاها فما جهر بها حتى مات .

قالوا: وسئل الدارقطني بمصر حين صنف كتاب الجهر فقال: لم يصح في الجهر بها حديث . قالوا: وقال بعض التابعين: الجهر بها بدعة ! قالوا قياسا على التعوذ ) . انتهى.

ونلاحظ أنهم اعترفوا بجهر النبي صلى الله عليه وآله بها في مكة ! وزعموا أن الوحي نسخها بسبب مسيلمة الذي قبل أن يوجد اسم مسيلمة !

أما (بعض التابعين) الذين قالوا إن الجهر بها بدعة ! فمن يكونون غير بعض الطلقاء ؟!!

وأما قول الدارقطني فهو عدم اطلاع منه أو تعصب ، وستعرف أن الشافعية وغيرهم رووا أحاديث صحاحا عن أبي هريرة وأنس في المدينة أن النبي صلى الله عليه وآله كان يجهر بها !

- -

المسألة : 99 تحير المخالفون لأهل البيت عليهم السلام في كل المسائل المتعلقة بالبسملة !

Shafi 310