قال البخاري:5/66: (عن زيد بن أسلم عن أبيه أن رسول الله (ص) كان يسير في بعض أسفاره ، وكان عمر بن الخطاب يسير معه ليلا فسأله عمر بن الخطاب عن شئ فلم يجبه رسول الله (ص) ثم سأله فلم يجبه ، ثم سأله فلم يجبه!!! وقال عمر بن الخطاب ثكلتك أمك يا عمر نزرت رسول الله (ص) ثلاث مرات كل ذلك لايجيبك. قال عمر فحركت بعيري ثم تقدمت أمام المسلمين وخشيت أن ينزل في قرآن فما نشبت أن سمعت صارخا يصرخ بي ، قال فقلت لقد خشيت أن يكون نزل في قرآن وجئت رسول الله (ص) فسلمت فقال: لقد أنزلت علي الليلة سورة لهي أحب إلي مما طلعت عليه الشمس ثم قرأ: ( إنا فتحنا لك فتحا مبينا ) . (ورواه الترمذي: 5/61)
ومما يلاحظ على رواية البخاري :
1 أن المحدثين نصوا على أن نزول السورة كان في منطقة كراع الغميم، أي بعد يومين أو أكثر من ترك الحديبية! ومعناه أن النبي صلى الله عليه وآله كان مغاضبا عمر طول إقامته عشرين يوما في الحديبية وفي طريق رجوعه إلى كراع الغميم حيث نزلت سورة الفتح !
2 حذف البخاري آخر الحديث وأن عمر سأل النبي صلى الله عليه وآله : أو فتح هو ؟! ، لكنه رواه في مناسبة أخرى(:4/70) زعم فيها أن النبي صلى الله عليه وآله قرأ سورة الفتح على عمر خاصة فقال: (فنزلت سورة الفتح فقرأها رسول الله (ص)على عمر إلى آخرها فقال عمر يا رسول الله أو فتح هو ؟ قال: نعم ) . انتهى.
بينما روى السيوطي في الدر المنثور:6/79:(أخرج ابن أبي شيبة وأحمد والبخاري ومسلم والنسائي وابن جرير والطبراني وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن سهل بن حنيف . . . فنزلت سورة الفتح فأرسل رسول الله (ص) إلى عمر فأقرأه إياها قال: يا رسول الله أوفتح هو؟ قال نعم ).
3 يريد عمر وأتباعه كالبخاري أن يقولوا: إن النبي صلى الله عليه وآله هو الذي صالح عمر وكلمه بعد أن غاضبه !!
Shafi 295