عن ابن شهاب الزهري ، عن خارجة بن زيد ، عن زيد بن ثابت أن حذيفة بن اليمان قدم من غزوة غزاها بفرج أرمينية فحضرها أهل العراق وأهل الشام ، فإذا أهل العراق يقرؤون بقراءة عبدالله بن مسعود ويأتون بما لم يسمع أهل الشام ، ويقرأ أهل الشام بقراءة أبي بن كعب ويأتون بما لم يسمع أهل العراق ، فيكفرهم أهل العراق ! قال: فأمرني عثمان أن أكتب له مصحفا فكتبته فلما فرغت منه عرضه .
حدثنا عبد الله بن وهب قال حدثني عمرو بن الحارث أن بكيرا حدث: أن ناسا كانوا بالعراق يسأل أحدهم عن الآية فإذا قرأها قال فإني أكفر بهذه ! ففشا ذلك في الناس واختلفوا في القراءة ، فكلم عثمان بن عفان في ذلك ، فأمر بجمع المصاحف فأحرقها ، وكتب مصاحف ثم بثها في الأجناد). انتهى.
فالسبب الأساسي الذي حرك عثمان لمعالجة فتنة الأحرف السبعة العمرية هو علي عليه السلام ، فقد أصر على عثمان وجعله يصدر مرسوما خلافيا به ، هو وحذيفة . ويبدو أن خطبة عثمان التالية كانت بعد مجئ حذيفة قائد الجبهة الشرقية للفتوحات ومعه عدد من القادة العسكريين يحذرون من المشكلة .
قال في كنز العمال:2/582: (عن أبي قلابة قال: لما كان في خلافة عثمان جعل المعلم يعلم قراءة الرجل ، والمعلم يعلم قراءة الرجل ، فجعل الغلمان يتلقون فيختلفون حتى ارتفع ذلك إلى المعلمين ، حتى كفر بعضهم بقراءة بعض ، فبلغ ذلك عثمان فقام خطيبا فقال: أنتم عندي تختلفون وتلحنون ، فمن نأى عني من الأمصار أشد اختلافا وأشد لحنا ! فاجتمعوا يا أصحاب محمد فاكتبوا للناس إماما ) انتهى .
Shafi 208