203

6 مالكم أعرضتم عن رواية عبدالله بم مسعود وغيره من الصحابة ، وأعرضتم عن حديث أهل بيت نبيكم ، وقد أوصاكم صلى الله عليه وآله بالقرآن وبهم ، وقد بينوا لكم أن القرآن نزل من عند الواحد على حرف واحد ، على قلب واحد صلى الله عليه وآله ؟!

- -

المسألة : 75

علي عليه السلام يحرك عثمان لتخليص المسلمين من بدعة عمر !

كان علي عليه السلام يضغط على عمر لكي تعتمد الدولة نسخة واحدة من القرآن ، ولم يسمع عمر نصيحته ، بل أجاز قراءة القرآن بأشكال مختلفة محتجا بأنه نزل على سبعة أحرف ، وإنه مشغول بجمعه !

ولم تمض سنوات حتى سبب عمل عمر تفاوتا بين مصاحف الصحابة ، ومصاحف أهل المدينة والشام والعراق واليمن ، واختلف فيه الصبيان عند الكتاتيب والمعلمين، واختلف الناس في الأمصار ، حتى وصل الإختلاف إلى الجيش العراقي والجيش الشامي اللذين كانا في فتح أرمينية بقيادة حذيفة بن اليمان، فكفر بعضهم بقرآن بعض وكاد يقع بينهم قتال ، فاستكبر ذلك حذيفة وقصد المدينة وأصر مع علي عليه السلام على عثمان أن يوحد نسخة القرآن قبل أن تصير متعددة كإنجيل النصارى ، وواصلا سعيهما حتى تمت كتابة المصحف المعروف بمصحف عثمان !

وخير شهادة لدور علي عليه السلام العظيم في ذلك ما قاله عبد الله بن الزبير العدو اللدود لعلي وبني هاشم ، والذي بلغ من كرهه لهم أنه ترك الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله في خطبه في مكة فعوتب على ذلك فقال: إن هذا الحي من بني هاشم إذا سمعوا ذكره أشرأبت أعناقهم ، وأبغض الأشياء إلي ما يسرهم ! وفي رواية : إن له أهيل سوء . . . الخ ! (الصحيح من السيرة :2/153 ، عن العقد الفريد:4/413 ط دار الكتاب العربي ، وأنساب الأشراف:4/28 ، وغيرهما ) .

يقول ابن الزبير كما يروي عنه عمر بن شبة في تاريخ المدينة:3/990:

Shafi 205