Daren Dubu da Daya
الرواية الأم: ألف ليلة وليلة في الآداب العالمية ودراسة في الأدب المقارن
Nau'ikan
ثم جاءت مذكرات الإيطالي كازانوفا (1725-1798م)، التي كتبها بالفرنسية تحمل هي الأخرى أخبار مغامراته النسائية وعشقه الصريح لعديد من النساء اللاتي التقى بهن في حياته.
بيد أن «كلاسيكيات» الأدب الإيروسي الغربي بدأت مع رواية «فاني هيل» للإنجليزي جون كليفلاند التي صدرت عام 1750م، وروايات المركيز دي ساد (1740-1814م) تلك الشخصية العجيبة التي خلعت اسمها على «السادية» أي التلذذ الجنسي من إنزال الألم بالآخرين.
وفي أواخر القرن التاسع عشر، ظهر في سوق الإيروسية الإنجليزية كتاب ضخم، من أحد عشر مجلدا، مجهول المؤلف، بعنوان «حياتي السرية»، طبعه مؤلفه المجهول طبعة «سرية» من ست نسخ فحسب لمكتبته الخاصة. ولكن نسخا أخرى من الكتاب تسربت إلى سوق هواة اقتناء تلك الكتب، وأصبح من أشهر كتب الإيروتيكا. ولم تصدر له طبعة عامة إلا في عام 1966م. كذلك ظهر كتاب «حياتي وغرامياتي» لفرانك هاريس في أربعة مجلدات عام 1927م وأصبح من فوره على رأس كتب الإيروتيكا الكلاسيكية.
ومنذ أن ضعف شأن الرقابة الأخلاقية على الأدب في أوروبا، بداية من محاكمة «جوستاف فلوبير» على روايته «مدام بوفاري»، تعددت التحديات الإبداعية للرقابة، فتعددت الانتصارات القضائية في حق أعمال هامة مثل عوليس لجويس وعشيق الليدي تشاترلي للورانس. كذلك جاءت حيثيات حكم القاضي الأمريكي ولزلي بالتصريح بنشر عوليس في أمريكا كوثيقة هامة تعضد الحرية الإبداعية للكاتب، وتفرق بين توظيف العناصر الإيروسية في عمل أدبي جدي، وبين الأعمال البورنوغرافية التي لا تمثل أي قيمة فنية.
وقد أدى ذلك كله إلى أن أصبح وصف الجنس بكل مواقفه ومشاهده، والتعابير الإيروسية، عاديا في الأعمال الفنية الغربية الآن، وقلما تخلو رواية من مثل تلك الأوصاف. وإلى جانب الروايات العادية، أصبح للروايات الإيروسية الصرف مكان، وكثيرا ما يجد زائر أي مكتبة كبيرة في أوروبا والولايات المتحدة، ركنا مخصوصا يضم الكتب الإيروسية - تحت العنوان اللاتيني العالمي «إيروتيكا». وحتى في إسبانيا التي كانت في عهد الجنرال فرانكو من الدول التي لا تسمح بالمطبوعات والمواد الإيروسية، إلى حد أن سكانها كانوا يضطرون إلى العبور إلى فرنسا لمشاهدة فيلم «التانجو الأخير في باريس»، أصبحت الآن تزخر بالروايات الإيروسية بل والبورنوغرافية المحلية، والتي يمكن شراؤها من المكتبات العادية في إسبانيا.
قصص الشطار والعيارين
«... وكان في البلدة عجوز تسمى دليلة المحتالة ولها بنت تسمى زينب النصابة، فسمعتا المناداة بذلك فقالت زينب لأمها دليلة: انظري يا أمي، هذا أحمد الدنف جاء من مصر مطرودا ولعب مناصف (احتيال) في بغداد إلى أن تقرب عند الخليفة وبقي مقدم الميمنة، وهذا الولد الأقرع شومان صار مقدم الميسرة وله سماط في الغداة وسماط في العشي، ولهما جوامك (مخصصات) لكل واحد منهما ألف دينار في كل شهر، ونحن قاعدون معطلون في هذا البيت لا مقام لنا ولا حرمة وليس لنا من يسأل عنا .. فقالت الأم وحياتك يا بنتي لألعب في بغداد مناصف أقوى من مناصف أحمد الدنف وحسن شومان ...»
حكاية دليلة المحتالة وابنتها زينب النصابة «... أما ما كان من أمر علي الزيبق المصري فإنه كان شاطرا بمصر في زمن رجل يسمى صلاح المصري مقدم ديوان مصر، وكان له أربعون تابعا. وكان أتباع صلاح المصري يعملون مكائد للشاطر علي ويظنون أنه يقع فيها فيفتشون عليه فيجدونه قد هرب كما يهرب الزيبق، فمن أجل ذلك لقبوه بالزيبق المصري ...»
حكاية علي الزيبق المصري •••
ربما كان موضوع الشطار واللصوص والعيارين هو واحد من أهم التأثيرات العربية في الرواية الغربية، إذ إنها قدمت نوعا قصصيا فريدا نال ذيوعا واسعا وشهرة كبيرة، وتواصل إنتاجه ونماذجه إلى يومنا هذا. وهذا النوع من الروايات هو ما عرف في الغرب باسم البيكارسك
Shafi da ba'a sani ba