وفي منتصف الغرفة، وقف حصان لونه أسود حالك كليل شديد الظلمة. قدته خارج القصر وأنا مندهش من جمال هذا الكائن. حاولت أن أمتطيه، لكنه لم يتحرك. وأخيرا، ضربته، فصهل غاضبا. وبعد أن كشف عن جناحين، طار بي إلى أعلى في السماء. وسافرنا معا مسافة طويلة قبل أن يلقيني من على ظهره. ولطمني على وجهي بذيله، ليفقدني البصر في إحدى عيني، ويلقي بي في صحراء موحشة.
ملأتني التعاسة، وسرت أياما عديدة، لاعنا نفسي على أفعالي. وعندما وصلت إلى إحدى المدن، حلقت لحيتي مثل الدراويش، وواصلت المسير. طفت العالم قبل أن أصل إلى بغداد . وهكذا، التقيت بهذين الدرويشين، وأتيت إلى هنا. وهذه قصة فقداني لبصري وحلاقتي للحيتي. •••
ردت المرأة قائلة: «يمكنك الذهاب.»
ثم تجمع الدراويش معا، وقالوا: «سيدتنا، نود أن تعتقينا وتسمحي لنا بالرحيل.»
فردت المرأة قائلة: «سأفعل.» وعندما خرجوا جميعا، كشف الخليفة عن شخصيته للدراويش، فخروا على ركبهم أمامه وهم يحمدون الله. وأخذ الخليفة الرجال معه مانحا إياهم الأمان والمأوى في قصره. وابتهج الدراويش لعثورهم عليه يقينا منهم أنه سيساعدهم في التخلص من معاناتهم. •••
وهنا أدرك شهرزاد الصباح، فسكتت عن الكلام المباح. وقالت دينارزاد لأختها: «يا لها من قصة مدهشة يا أختاه!» فردت شهرزاد: «هذا لا يقارن بما سأرويه لكما غدا إذا تركني الملك على قيد الحياة.»
الفصل السابع
قصة سندباد البحار وسندباد الحمال
الليلة الثالثة والعشرون
في الليلة التالية، وبينما كانت شهرزاد في سريرها، قالت أختها دينارزاد: «رجاء يا أختاه، اروي لنا إحدى قصصك الممتعة.» وأضاف الملك: «لتكن أكثر إثارة من القصة السابقة.» فأجابت شهرزاد: «على الرحب والسعة!» •••
Shafi da ba'a sani ba