حذره جعفر: «سيدي، هذا ليس الوقت المناسب. لقد أعلمتنا هؤلاء السيدات بأن من يتدخل في شئون غيره، يلقى عقابا عظيما.» لكن الخليفة رد عليه قائلا: «بالله عليك، سأطلب تفسيرا لهذا.»
واستدار الخليفة إلى الدراويش، وقال: «أنتم من أفراد المنزل، ربما يمكنكم تفسير هذه المشاهد الغريبة لنا.» فأجابوا: «نحن لا نعلم شيئا، ولم نر هذا المكان قط قبل الليلة. هذا الرجل الموجود بجانبك يمكن أن يجيبك.»
وأشاروا إلى الحمال، لكنه أجاب: «مع أنني نشأت هنا في بغداد، والله ما دخلت هذا المنزل في حياتي قط قبل اليوم.» ثم قال الخليفة: «نحن ستة رجال أشداء. فهل تنضمون إلي في طلب الإجابة عما رأيناه هنا؟»
فوافقوا على الأمر، فيما عدا جعفر الذي قال: «دع هؤلاء السيدات وشأنهن. نحن ضيوفهن، وكما تعلم، فإننا قطعنا عهدا لهن.» ثم همس في أذن الخليفة: «اتركهن هذه الساعة الأخيرة من الليل، وغدا صباحا سوف أعود وأحضرهن ليمثلن أمامك ويروين لك قصتهن.»
لكن الخليفة صاح فيه قائلا: «لا يمكنني الانتظار أكثر من ذلك! دع الدراويش يسألونهن.» فرد جعفر: «هذه ليست فكرة جيدة.» وأخذ الرجلان يصرخان ويتشاجران.
وعندما سمعت السيدات الضجيج الذي كانا يحدثانه، سألت إحداهن: «ما الأمر؟» جاء إليها الحمال، وقال: «سيدتي، هؤلاء الرجال يريدون أن تروين لهم قصتكن وتفسرن الأمور الغريبة التي جرت هنا الليلة.»
عادت المرأة إلى الغرفة، وسألت: «هل ما يقوله صحيح؟» فأجاب الزوار: «نعم.» فيما عدا جعفر الذي لزم الصمت. وعند سماع الشقيقات لهذا الرد، قالت إحداهن: «يا أصدقاء، لقد أسأتم إلينا. ألم نخبركم بشرطنا: «أن من يتحدث فيما لا يعنيه، يسمع ما لا يرضيه»؟ لقد استقبلناكم في منزلنا، وأطعمناكم من طعامنا، وبعد كل ذلك تسيئون إلينا.»
وضربت الأرض بعد ذلك بقدمها ثلاث مرات، وهي تنادي: «احضروا على الفور.» فانفتح باب وخرج منه ستة رجال يحملون سيوفا في أيديهم. وفي لمح البصر، قيد هؤلاء الرجال الضيوف من أيديهم وأرجلهم، وربطوهم بعضهم إلى بعض، ثم اقتادوهم إلى منتصف الردهة، ووقف كل واحد منهم بجانب أحد الضيوف شاهرا سيفه فوق رأسه. وقالوا: «أيتها السيدات الكريمات، فلتأذن لنا بقطع رءوسهم.» فردت إحدى الشقيقات: «انتظروا لحظة حتى أطرح عليهم سؤالا.» فصاح الحمال: «اللهم أسألك النجاة. يا سيدتي، لا تقتليني بذنب شخص آخر!» ثم أخذ في النحيب والبكاء والتوسل.
ضحكت المرأة، وتوجهت ناحية مجموعة الرجال، وقالت لحاملي السيوف: «من يخبرنا بقصته، ويوضح لنا ما حدث له وما أتى به إلى هذا المكان، فأطلقوا سراحه. لكن من يرفض، فاقطعوا رأسه.» •••
هنا أدرك شهرزاد الصباح، فسكتت عن الكلام المباح. وقالت دينارزاد لأختها: «يا لها من قصة مدهشة وممتعة!» فردت شهرزاد: «هذا لا يقارن بما سأرويه لكما غدا إن بقيت على قيد الحياة.»
Shafi da ba'a sani ba