57

العلاج والرقى

العلاج والرقى

Nau'ikan

علاوة على ما سبق من خاصية زمزمَ - بإذن ربها - في تحقيق المطلوب لشاربها، مع مشروعية الاستشفاء بشربها من عموم الأدواء، فإنها كذلك يُسْتشفى بها من أمراض بعينها، ومن ذلك: أنها تُبرد الحُمَّى، لقولِ رسول الله ﷺ: «الْحُمَّى مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ، فَابْرُدُوها بِالْمَاءِ، أَوْ قَالَ: بِمَاءِ زَمْزَمَ» (١٠٥)، ويكون ذلك الإبراد بصب الماء عند الجَيْبِ (١٠٦)، أو بِرَشِّه رشًّا بين يدي المريض وثوبه (١٠٧) . وقد (كانت أسماء بنت أبي بكر الصديق ﵄، إذا أُتِيَتْ بالمرأة - قد حُمَّت - تدعو لها، أخذت الماء فصبَّتْه بينها وبين جيبها، وقالت: كَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ يَأْمُرُنَا أَنْ نَبْرُدَهَا بِالْمَاءِ) (١٠٨) .

(١٠٥) أخرجه البخاري؛ - بشك الراوي همَّام عن أبي جمرة الضُّبَعي - كتاب: بدء الخلق، باب: صفة النار وأنها مخلوقة، برقم (٣٢٦١)، عن ابن عباس ﵄. وعند مسلم، من حديث عائشة ﵂، ومن حديث ابن عمر ﵄ أيضًا، ومن حديث رافع بن خَدِيجٍ؛ جميعها في كتاب السلام، باب: لكل داء دواء واستحباب التداوي. بالأرقام (٢٢٠٩ - ٢٢١٠ - ٢٢١١ - ٢٢١٢): «بِالمَاءِ» دون تعيين زمزم. والحديث أخرجه أحمد في مسنده (١/٢٩١)، من حديث ابن عباس ﵄ بجزم همّامٍ «بِمَاءِ زَمْزَمَ» . (١٠٦) الجَيْبُ: جيب الثوب، وهو: ما يُدخل منه الرأس عند لبسه. انظر: "المعجم الوسيط"، (جاب) . (١٠٧) كما ذكره ابن حجر ﵀ مستنبطًا ذلك من فعل أسماءَ ﵂. ونصُّ قوله ﵀: (وأَوْلى ما يُحمل عليه كيفية تبريد الحُمّى ما صنعَتْه أسماءُ بنت الصديق ﵄، فإنها كانت ترشّ على بدن المحموم شيئًا من الماء بين يديه وثوبه، فيكون ذلك من باب النُّشْرة المأذون فيها، والصحابي - ولا سيما مثل أسماء التي هي ممن كان يلازم بيت النبيِّ ﷺ أعلمُ بالمراد من غيرها، ولعل هذا هو السر في إيراد البخاري ﵀ لحديثها عقب حديث ابن عمر المذكور، وهذا من بديع ترتيبه ﵀ . اهـ..انظر: الفتح (١٠/١٨٦) . (١٠٨) متفق عليه من حديث أسماء بنت أبي بكر ﵄: أخرجه البخاري؛ كتاب: الطب، باب: الحمى من فيح جهنم، برقم (٥٧٢٤)، ومسلم؛ كتاب: السلام، باب: لكل داء دواء واستحباب التداوي، برقم (٢٢١١) .

1 / 62