Al-Wadhi in Quranic Sciences

Mustafa Dib al-Bagh d. Unknown
86

Al-Wadhi in Quranic Sciences

الواضح في علوم القرآن

Mai Buga Littafi

دار الكلم الطيب / دار العلوم الانسانية

Lambar Fassara

الثانية

Shekarar Bugawa

١٤١٨ هـ - ١٩٩٨ م

Inda aka buga

دمشق

Nau'ikan

أخرج ابن أبي داود في (المصاحف) من طريق أبي قلابة أنه قال: لما كانت خلافة عثمان، جعل المعلّم يعلّم قراءة الرجل، والمعلم يعلّم قراءة الرجل، فجعل الغلمان يلتقون فيختلفون، حتى ارتفع ذلك إلى المعلّمين حتى كفّر بعضهم بعضا، فبلغ ذلك عثمان فخطب فقال: أنتم عندي تختلفون، فمن نأى عني من الأمصار أشد اختلافا «١». وقد تحقّق توقّع عثمان ﵁، فقد كانت الأمصار أشدّ اختلافا، حتى أفزع اختلافهم حذيفة بن اليمان ﵁ كما رأيت في حديث البخاري- فجاء محذّرا عثمان ﵁ أن يتدارك هذه الأمة قبل أن تختلف في كتابها اختلاف اليهود والنصارى. فهذه الأسباب وتلك العوامل هي التي كانت الحامل لعثمان ﵁ على أن يقوم بما قام به من خدمة لكتاب الله ﷿. قرار عثمان ﵁ وتنفيذه: لما تضافرت الأسباب لدى عثمان ﵁، ورأى ما رأى من اختلاف الناس في كتاب الله تعالى، وجاءه حذيفة ﵁ يخبره باختلاف من نأى عنه من الناس في قراءة القرآن وما ينذر به هذا الاختلاف من خطر، أسرع ﵁ لتدارك الموقف، فجمع كبار الصحابة ﵃ واستشارهم في الأمر، فأجمعوا أمرهم على استنساخ عدد من المصاحف يرسل بها إلى الأمصار، وأن يؤمر الناس بإحراق كل ما عداها، وألا يعتمدوا على سواها. وشرع عثمان ﵁ بتنفيذ هذا القرار الذي توصّل إليه مع كبار الصحابة فألّف لجنة من خيرة الصحابة حفظا لكتاب الله تعالى وإتقانا له وضبطا، وهم: زيد بن ثابت، وعبد الله بن الزبير، وسعيد بن العاص، وعبد الرحمن بن

(١) الإتقان (١/ ١٨٧ - ١٨٨).

1 / 90