Al-Wadhi in Quranic Sciences
الواضح في علوم القرآن
Mai Buga Littafi
دار الكلم الطيب / دار العلوم الانسانية
Lambar Fassara
الثانية
Shekarar Bugawa
١٤١٨ هـ - ١٩٩٨ م
Inda aka buga
دمشق
Nau'ikan
قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآياتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ (٣٣) وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلى ما كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتاهُمْ نَصْرُنا [الأنعام:
٣٣ - ٣٤].
قال أبو شامة: «فإن قيل: ما السرّ في نزول القرآن منجما؟ وهلّا أنزل كسائر الكتب جملة؟ قلنا: هذا سؤال قد تولّى الله جوابه فقال تعالى: كَذلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤادَكَ أي لنقوي به قلبك، فإن الوحي إذا كان يتجدّد في كل حادثة كان أقوى للقلب وأشدّ عناية بالمرسل إليه، ويستلزم ذلك كثرة نزول الملك إليه وتجديد العهد به وبما معه من الرسالة الواردة من ذلك الجناب العزيز، فيحدث له من السرور ما تقصر عنه العبارة، ولذلك كان رسول الله ﷺ أجود ما يكون في رمضان لكثرة لقياه جبريل» «١».
٢ - تيسير حفظ القرآن وتسهيل فهمه:
وذلك لأن القرآن نزل على أمة تغلب فيها الأمية، فلا تعرف القراءة والكتابة، وإنما سجلها ذاكرتها؛ قال تعالى في إثبات ذلك: هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ [الجمعة: ٢]. فكان من رحمة الله بهذه الأمة أن يسّر لها حفظ القرآن وسهّل عليهم فهم آياته التي تنزل مفرقة خلال فترات متقطعة من الزمن فيحفظونها ويفهمونها. وكأن القرآن بنزوله منجما رسم للصحابة الكرام منهجا تعليميا طبقوه في حياتهم وتوارثه عنهم التابعون وهو التعلّم التدريجي. أخرج البيهقي في (شعب الإيمان) عن عمر بن الخطاب ﵁ قال: تعلموا القرآن خمس
_________
(١) الإتقان في علوم القرآن (١/ ١٣٤) طبعة دار ابن كثير ١٤١٤ هـ، وأبو شامة: هو عبد الرحمن بن إسماعيل المقدسي فقيه شافعي، له كتاب «المرشد الوجيز فيما يتعلق بالقرآن العزيز» توفي سنة (٦٦٥ هـ).
1 / 49