173

Al-Wadhi in Quranic Sciences

الواضح في علوم القرآن

Mai Buga Littafi

دار الكلم الطيب / دار العلوم الانسانية

Lambar Fassara

الثانية

Shekarar Bugawa

١٤١٨ هـ - ١٩٩٨ م

Inda aka buga

دمشق

Nau'ikan

الفصل الثالث أشهر الذين كتبوا في الإعجاز لقد كثر الكاتبون في إعجاز القرآن من العلماء وأئمة البيان قديما وحديثا، فمنهم من تعرّض لهذا الموضوع في غضون الكلام عن علوم القرآن، ومنهم من أفرده بالبحث. ومن أشهر من أفرده بالبحث: ١ - الجاحظ: عمرو بن بحر، المتوفى سنة (٢٢٥ هـ). وهو أول من تكلّم عن بعض المباحث المتعلّقة بالإعجاز، وأفرد له كتابا سمّاه (نظم القرآن) وقد تكلّم فيه عما يهيئ للكلام عن الإعجاز في القرآن، وحاول فيه توكيد القول في الفصاحة والكشف عنها، بقدر ما كان معلوما من هذا الفن، وهذا الكتاب لم يصل إلينا، ولعلّه هو ما أشار إليه في كتابه (الحيوان) بقوله: ولي كتاب جمعت فيه آيا من القرآن، لتعرف بها ما بين الإيجاز والحذف، وبين الزوائد والفضول والاستعارات، فإذا قرأتها رأيت فضلها في الإيجاز والجمع للمعاني الكثيرة بالألفاظ القليلة. فمنها: قوله تعالى حين وصف خمر أهل الجنة: لا يُصَدَّعُونَ عَنْها وَلا يُنْزِفُونَ [الواقعة: ١٩]. وهاتان الكلمتان جمعتا عيوب خمر أهل الدنيا. وقوله ﷿ حين ذكر فاكهة أهل الجنة: لا مَقْطُوعَةٍ وَلا مَمْنُوعَةٍ [الواقعة: ٣٣] جمع بهاتين الكلمتين جميع تلك المعاني. ٢ - أبو عبد الله محمد بن يزيد الواسطي المتوفى سنة (٣٠٦ هـ) وضع كتابه (إعجاز القرآن) وهو أول كتاب وضع لشرح الإعجاز وبسط القول فيه على طريقتهم في التأليف، ولا يبعد أن يكون قد استفاد مما كتبه الجاحظ وبنى عليه،

1 / 177