55

التحفة المهدية شرح العقيدة التدمرية

التحفة المهدية شرح العقيدة التدمرية

Mai Buga Littafi

مطابع الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة

Lambar Fassara

الثالثة

Shekarar Bugawa

١٤١٣هـ

Nau'ikan

المخلوق تتفق في الاسم دون أن يقتضي ذلك تماثل. قوله: ووصف نفسه بالمشيئة، ووصف عبده بالمشيئة، فقال: ﴿لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أن يَسْتَقِيمَ﴾ ﴿وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أن يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾ وقال: ﴿إن هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا﴾ ﴿وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أن يَشَاءَ اللَّهُ إن اللَّهَ كان عَلِيمًا حَكِيمًا﴾ وكذلك وصف نفسه بالإرادة وعبده بالإرادة فقال: ﴿تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ . ووصف نفسه بالمحبة ووصف نعبده بالمحبة فقال: ﴿فَسَوْفَ يَأتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ﴾ وقال: ﴿قُلْ إن كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ﴾ ووصف نفسه بالرضا ووصف عبده بالرضا فقال: ﴿رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ﴾ ومعلوم أن مشيئة الله ليست مثل مشيئة العبد، ولا إرادته مثل إرادته، ولا محبته مثل محبته، ولا رضاه مثل رضاه، وكذلك وصف نفسه أنه يمقت الكفار، ووصفهم بالمقت فقال: ﴿إن الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أنفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الإيمان فَتَكْفُرُونَ﴾ وليس المقت مثل المقت وهكذا وصف نفسه بالمكر والكيد، كما وصف عبده بذلك، فقال: ﴿وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ﴾ وقال: ﴿أنهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا وَأَكِيدُ كَيْدًا﴾ وليس المكر كالمكر، ولا الكيد كالكيد، ووصف نفسه بالعمل فقال: ﴿أولَمْ يَرَوْا أنا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أيدِينَا أنعَاما فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ﴾ ووصف عبده بالعمل فقال: ﴿جَزَاءً بِمَا كانوا يَعْمَلُونَ﴾ وليس العمل كالعمل، ووصف نفسه بالمناداة والمناجاة فقال: ﴿وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانبِ الطُّورِ الْأيمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيا﴾ وقال: ﴿وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ﴾ وقال: ﴿وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا﴾ ووصف عباده بالمناداة والمناجاة فقال: ﴿إن الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ﴾ وقال: ﴿إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ﴾ وقال: ﴿إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلا تَتَنَاجَوْا بِالْإثْمِ وَالْعُدْوَان﴾ وليس المناداة والمناجاة كالمناداة والمناجاة. ووصف نفسه بالتكليم في قوله تعالى:

1 / 59