التيسير في التفسير
التيسير في التفسير
Editsa
ماهر أديب حبوش وآخرون
Mai Buga Littafi
دار اللباب للدراسات وتحقيق التراث
Bugun
الأولى
Shekarar Bugawa
1440 AH
Inda aka buga
أسطنبول
Nau'ikan
Tafsiri
وقولُه ﵇: "المؤمنُ واهٍ راقعٌ، فسَعيدٌ مَن هلَك على رَقْعِه" (^١).
وعلى هذا ما قاله (^٢) أهلُ الحقيقة في تفسير الإيمان، فهو تفسيرُ كمالِ حال المؤمن في مقامات خصال الإيمان.
قال رُوَيمٌ: الإيمان: استصغارُ الكونين عند رؤيةِ المكوِّن، فلا يَستَطْرِقْكَ وارِدٌ، ولا يسترِقَّكَ شاهدٌ.
وقال فارسٌ (^٣): الإيمان: تعظيمُ الحقيقة في صَوْن الشريعة.
وقال الواسطيُّ: أولُ قَدَمٍ في الإيمانِ: أن لا يجريَ عليك التلوين (^٤) فيما يَرِدُ عليك من نعمةٍ أو بليَّة؛ إذ لا فرق بينهما في الحقيقة.
وقال داودُ الطائيُّ (^٥): الإيمان: ما يُوْرِثُك النورَ بعد الظُّلمة، ثم اللِّينَ بعد القَسوة، ثم السُّنَّةَ بعد البِدْعة، ثم التلذُّذَ بالعبادة بعد المجاهدة.
وقال سهلُ بن عبد اللَّه التُّسْتَريُّ ﵀: الإيمانُ أربعةُ أركان: التوكُّلُ
(^١) رواه الحربي في "غريب الحديث" (٣/ ١٠٣٠)، وابن حبان في "المجروحين" (١/ ٣٢٤)، من حديث جابر ﵁، وقال أبو حاتم كما في "العلل" لابنه (٢/ ١٥٣): حديث منكر.
(^٢) في (ر): "ما قال" وفي (ف): "قال". بدل "ما قاله".
(^٣) فارس بن عيسى -وقيل: ابن محمد- أبو الطيب الصوفي، صحب الجنيد بن محمد وأبا العباس بن عطاء وغيرهما، وكان له لسان حسن، ومن المتحققين بعلوم أهل الحقائق ومن الفقراء المجردين للفقر وترك الشهوات. انظر: "تاريخ بغداد" (١٢/ ٣٩٠).
(^٤) في (ر) و(ف): "التكوين".
(^٥) هو داود بن نصير، أبو سليمان، من طيئ من أنفُسهم، وكان قد سمع الحديث وتفقه وعرف النحو وأيام الناس ثم تعبد فلم يتكلم في شيء من ذلك، وجلس في بيته عشرين سنة أو نحوها ومات فحضر جنازته خلق كثير، توفي سنة (١٦٥ هـ). انظر: "المعارف" لابن قتيبة (ص: ٥١٥).
1 / 231