أحدها: أنه خبرُ قوله: ﴿ذَلِكَ﴾.
والثاني: أنه خبرُ قوله: ﴿الْكِتَابُ﴾.
والثالث: أنه خبرُ قوله: ﴿فِيهِ﴾.
والرابع: أنه خبر مبتدأ مضمر؛ أي: هو هُدًى.
ثم هاهنا أسئلةٌ ثلاثةٌ (^١):
أحدها: أنه لمَ أضافَ الهدى إلى القرآن وهو من اللَّه تعالى؟
والثاني: أنه لمَ خصَّ هاهنا فقال: ﴿هُدًى لِلْمُتَّقِينَ﴾، وعمَّم (^٢) في موضعٍ آخر فقال: ﴿هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ﴾ [البقرة: ١٨٥]؟
والثالث: أنه لمَ خصَّ المتَّقين بالهدى وفيه هدَى الكل؟ وهل عُذِرَ غيرُ المتَّقين بهذا؟
أما جوابُ الأول: فإضافة الهدى إلى القرآن على وجه التسبيب (^٣) كما في قوله: ﴿وَإِنَّكَ لَتَهْدِي﴾ [الشورى: ٥٢] مع قوله: ﴿إِنَّكَ لَا تَهْدِي﴾ [القصص: ٥٦]، وكما في إضافة الإضلال إلى فرعون بقوله: ﴿وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَمَا هَدَى﴾ [طه: ٧٩]، وإلى الأصنام بقوله: ﴿إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ﴾ [إبراهيم: ٣٦]، واللَّهُ تعالى هو الذي يضلُّ مَن يشاء ويَهدي مَن يشاء، قال تعالى: ﴿قُلْ إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللَّهِ﴾ [آل عمران: ٧٣].
وأما جواب الثاني: فهو هدًى للناسِ كلِّهم بيانًا، وهدًى للمتقين على الخصوص إرشادًا، وهو كقوله تعالى في حقِّ رسوله ﷺ على الخصوص:
(^١) في (أ) و(ف): "ثلاثة أسولة".
(^٢) في (أ): "وعم"، وفي (ر): "ويعم".
(^٣) في (ر): "التسبب".