309

التيسير في التفسير

التيسير في التفسير

Editsa

ماهر أديب حبوش وآخرون

Mai Buga Littafi

دار اللباب للدراسات وتحقيق التراث

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

1440 AH

Inda aka buga

أسطنبول

Nau'ikan

Tafsiri
بكسر (^١) الهاء والميم بغير ياءٍ قراءة عمرو بن فائدٍ (^٢).
فأما المرادُ بالمغضوب عليهم (^٣) في هذه الآية: فقد روى عَديُّ بن حاتم الطائيُّ ﵁ عن النبيِّ ﷺ: أنَّهم هم اليهودُ، والضالُّون هم النصارى (^٤).
وكذا قال ابن عباسٍ ﵄ (^٥)، واستَشهدَ بقوله تعالى: ﴿قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ﴾ [المائدة: ٦٠] (^٦)، وذلك أنهم ﴿وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا﴾ [البقرة: ٨٩]؛ أي: يستنصِرون على كفار العربِ بمحمدٍ ﷺ ﴿فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ﴾ [البقرة: ٨٩] لأنهم (^٧) كانوا يَرْجون أن يكون محمد من ولد إسحاق وهو أبوهم، فلمَّا بُعث محمدٌ ﷺ وهو من ولد إسماعيلَ كفروا به حسدًا وبغيًا (^٨) ﴿فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ﴾ [البقرة: ٩٠]؛ أي: انقلَبوا بسَخَطٍ على سَخَطٍ، ولعنةٍ على لعنةٍ، الأولُ بكفرهم بعيسى، والثاني بكفرهم بمحمدٍ ﵉.
وكذا فسَّر الضحَّاك ومقاتلٌ والسدِّيُّ وعطاءٌ وابن جُرَيجٍ وابن كَيْسانَ، وفيه كلامٌ كثيرٌ نذكُره (^٩) بعد ذكرِ الضالِّين.

(^١) قبلها في (ر): "الحسن".
(^٢) انظر هذه القراءات في: "المختصر في شواذ القراءات" (ص: ٩)، و"المحتسب" (١/ ٤٤)، و"تفسير الثعلبي" (١/ ١٢٢)، و"البحر المحيط" (١/ ٨١).
(^٣) في (أ) و(ف): "فأما المراد بهم".
(^٤) رواه الترمذي (٢٩٥٤).
(^٥) رواه الطبري في "تفسيره" (١/ ١٨٨ - ١٨٩ و١٩٦).
(^٦) الذي استشهد بها هو الطبري في "تفسيره" (١/ ١٨٩)، وابن عطية في "المحرر الوجيز" (١/ ١٧٧).
(^٧) في (ر) و(ف): "وأنهم".
(^٨) في (أ): "وتعنتًا".
(^٩) في (أ): "يذكر".

1 / 164