289

التيسير في التفسير

التيسير في التفسير

Editsa

ماهر أديب حبوش وآخرون

Mai Buga Littafi

دار اللباب للدراسات وتحقيق التراث

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

1440 AH

Inda aka buga

أسطنبول

Nau'ikan

Tafsiri
التوحيد (^١) من نفسه، و﴿وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ طلبُ العونِ من ربه، وقوله: ﴿اهْدِنَاَ﴾ سؤالُ الثباتِ على دِينه، وهو تحقيقُ عبادته واستعانتِه.
وفي تفسير الكلمة أقاويلُ:
أحدها -وهو المجمَع على صحته-: قول عليٍّ وأبيٍّ ﵄: ﴿اهْدِنَا﴾؛ أي: ثبِّتْنا على هذا الصراط المستقيم (^٢)، وهذا كما يقالُ للرجل: كُلْ، وهو يأكل، و: اقرأْ، وهو يقرأ؛ أي: دُمْ على ذلك واثْبُتْ عليه، وهو نظيرُ قول إبراهيمَ وإسماعيل عليهما الصلاة والسلام: ﴿رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ﴾ [البقرة: ١٢٨] وهو (^٣) دعاءُ استدامةٍ واستثباتٍ، وبذلك خاطَب اللَّهُ ﷻ المؤمنين فقال: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ﴾ [النساء: ١٣٦].
والثاني: قول مقاتل والسدِّي: ﴿اهْدِنَا﴾؛ أي: أَرْشِدْنا، وهو طلبُ إعطاءِ الرُّشدِ (^٤) في كلِّ ساعةٍ إلى الطريق المستقيم كيلا يَزيغَ عنه لحظةً؛ فعلًا ولا قولًا ولا نيةً، وكذا قال ابن عباسٍ ﵄: معناه: أرشِدْنا إلى الطاعات (^٥).
والثالث: قولُ بعضِ المفسِّرين: إنه طلبُ الزيادة المذكورةِ في قوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى﴾ [محمد: ١٧]، قيل (^٦): وهو اليقينُ والنور؛ أي: زدنا اليقينَ الصائب والنورَ الثاقبَ حتى نزدادَ كلَّ يومٍ استبصارًا، وعلى الدِّين الحقِّ ثباتًا وقرارًا.

(^١) في (ر): "للتوحيد".
(^٢) انظر: "تفسير أبي الليث" (١/ ٤٣) عن علي، و"تفسير البغوي" (١/ ٥٤) عن علي وأبي.
(^٣) في (أ) و(ف): "هو".
(^٤) في (ف): "طلب الإعطاء للرشد".
(^٥) انظر: "تفسير أبي الليث" (١/ ٤٣)، و"تأويلات أهل السنة" (١/ ٣٦٦).
(^٦) "قيل" زيادة من (ف).

1 / 144