57

التوحيد

التوحيد

Bincike

كاظم المظفر

Mai Buga Littafi

مؤسسة الوفاء

Lambar Fassara

الثانية

Shekarar Bugawa

1404 AH

Inda aka buga

بيروت

الدبر ومراقي البطن منها وضر (1) يجتمع عليها الذباب والبعوض فجعل لها الذنب كالمذبة (2) تذب بها عن تلك المواضع، ومنها أن الدابة تستريح إلى تحريكه وتصريفه يمنة ويسرة، فإنه لما كان قيامها على الأربع بأسرها، وشغلت المقدمتان بحمل البدن عن التصرف والتقلب، كان لها في تحريك الذنب راحة، وفيه منافع أخرى يقصر عنها الوهم، فيعرف موقعها في وقت الحاجة إليها، فمن ذلك أن الدابة ترتطم في الوحل (3)، فلا يكون شئ أعون على نهوضها، من الأخذ بذنبها، وفي شعر الذنب منافع للناس كثيرة يستعملونها في مأربهم، ثم جعل ظهرها مسطحا مبطوحا على قوائم أربع ليتمكن من ركوبها، وجعل حياها بارزا من ورائها ليتمكن الفحل من ضربها، ولو كان أسفل البطن كما كان الفرج من المرأة لم يتمكن الفحل منها... ألا ترى أنه لا يستطيع أن يأتيها كفاحا (4) كما يأتي الرجل المرأة (الفيل ومشفره) تأمل مشفر (5) الفيل وما فيه من لطيف التدبير، فإنه يقوم مقام اليد في تناول العلف والماء، وازدرادهما إلى جوفه، ولولا ذلك لما استطاع أن يتناول شيئا من الأرض، لأنه ليست له رقبة يمدها كسائر الأنعام، فلما عدم العنق أعين مكان ذلك بالخرطوم الطويل ليسد له، فيتناول به

Shafi 58