165

التحرير في شرح مسلم

Editsa

إبراهيم أيت باخة

Mai Buga Littafi

دار أسفار

Bugun

الأولى

Shekarar Bugawa

1442 AH

Inda aka buga

الكويت

كتاب الصوم

ومن باب فضل شهر رمضان

[٤٩] حديث أبي هريرة نصّه: (إِذَا جَاءَ رَمَضَانُ فُتِحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ، وَصُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ)(١)، وفي رواية: (فُتِّحَت أَبْوَابُ الجَنَّة بِالرَّحمَةِ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ، وَسُلْسِلَتِ الشَّيَاطِينُ)، التشديد في: (فُتِّحَتْ)؛ و(وَغُلِّقَتْ) لتكثير الفعل، وكذلك في (صُفِّدَتِ)، ومعنى صُفِّدَت قُيِّدَت وغُلَّت، والصِّفَادُ: القيد؛ جمع صَفَد، والصَّفْدُ: التقييد ، قال:

فآبوا بالنهاب وبالسبايا * وأبنا بالملوك مصفدينا(٢)

وفي القرآن: ﴿مُقَرَّنِينَ فِى الْأَصْفَادِ ﴾ [إبراهيم: الآية ٤٩]، قيل: هي الأغلال، وصفَّدته وصفَدته - مخفف ومثقل - أي: أوثقته، ومعنى (سُلْسِلَتِ) شُدَّت بِالسِّلسِلة.

قال بعض العلماء: الصوم من معاظم أمور الدين، وقد ذكر الله عَّ في الكتاب ما نبه به على عظم قدره وجلالة موقعه، فقال تعالى: ﴿يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ [البقرة: الآية ١٨٣] الآيات، فعرفنا أن الصوم كان شريعةً لمن قبلنا، وجائز أن يكون ذلك مع

(١) أخرجه برقم: ١٠٧٩، والنسائي برقم: ٢٠٩٧.
(٢) عمرو بن كلثوم التغلبي، ينظر: جمهرة أشعار العرب ٢٩٢، العقد الفريد ٩٨/٦، الأغاني ٠٥٧/٩

165