الباب الثامن
(فى زيارة النبى صلى الله عليه وسلم)
اعلم أن زيارة المصطفى عليه الصلاة والسلام من أقرب القرب وأفضل الطاعات. حتى لقد قال البعض بوجوبها مستدلاً بحديث (وحق على كل مسلم زيارتها - ط) وقد قال صلى الله عليه وسلم (لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام والمسجد الأقصى ومسجدي هذا - ق) فينبغي للحاج عند انصرافه من مكة أن يتوجه لزيارة الحبيب صلى الله عليه وسلم الذي كان سبباً في هدايته إلى رب العزة ليوفي بعض الحق عليه وليفوز بشفاعته مصداقاً لقوله ﷺ (من زار قبري وجبت له شفاعتي - هق. نى) ف. وليحظى بالصلاة في مسجده الشريف الذي تضاعف فيه الأجور - قال صلى الله عليه وسلم (صلاة في مسجدي هذا تعدل ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا المسجد الحرام - ق) ولينعم بروضته الظاهرة التي يقول فيها صلى الله عليه وسلم (ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة. ومنبري على حوضي - ق) فمن ذا الذي يعرف لهذه الأماكن المقدسة هذا الفضل العظيم ويرضى لنفسه بالحرمان منه؟ اللهم إن النفس المؤمنة لتذوب شوقاً. ونحن حنينا إلى زيارة النبي العظيم والرسول الكريم. وأذا وفق المرء للزيارة فليكثر أثناء توجهه من الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم ولاسيما عندما يرى أشجار المدينة وآثارها وليستحضر دائماً عظمته صلى الله عليه وسلم ويملأ قلبه بهيبته وإكباره ويغتسل قبل دخول المدينة. ويتصدق قبل دخول مسجدها. وعند دخوله وخروجه يقول ما أسلفناه في دخول المسجد الحرام -