181

التفسير الوسيط - مجمع البحوث

التفسير الوسيط - مجمع البحوث

Mai Buga Littafi

الهيئة العامة لشئون المطابع الأميرية

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

(١٣٩٣ هـ = ١٩٧٣ م) - (١٤١٤ هـ = ١٩٩٣ م)

Nau'ikan

ثم سرَّى الله عن نبيه، فقال: ﴿كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ﴾ - أي - مثل ذلك القول السقيم، قال الذين كانوا قبلهم من الأمم السابقة، أو من اليهود والنصارى، إذ قالوا: ﴿أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً (١)﴾ وقالوا: ﴿لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ (٢)﴾ وقالوا: ﴿هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ (٣)﴾ وقالوا: ﴿اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ (٤)﴾. ﴿تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ﴾ أي: تشابهت قلوب السابقين مع قلوب اللاحقين في الكفر، والإعراض عن الحق، والعناد، والمكابرة. والمعنى: أن تشابه أقوالهم نابع من تشابه قلوبهم. ﴿قدْ بَيَّنَّا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ﴾ أي: يطلبون اليقين، وهو العلم الذي لا يخالطه شك، وذلك بالنظر والاستدلال. ولم يتعرض للرد على طلبهم تكليم الله، لظهور بطلانه. ﴿إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ (١١٩)﴾ المفردات: (بشيرًا ونذيرًا) أي: مخبرًا لمن آمنوا بما يسرهم من الثواب، ومنذرًا لمن كفروا بما يحزنهم من العقاب. (الجحيم): النار، إذا شب وقودها واضطرمت. التفسير ١١٩ - ﴿إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ ...﴾ الآية. هذه الآية تسلية للنبي ﷺ وبيان لمهمته، كي يتوجه إليها بكلِّيَّتِهِ، ولا يلتفت إلى معارضيه من أهل الكتاب والمشركين، بعد ما سجل تعنتهم. إنا أرسلناك أيها الرسول، بالدين الحق، المؤيد بالبراهين، إلى أهل الأرض جميعًا ﴿بَشِيرًا﴾ أي: مبشرًا من آمن بصلاح الحال وحسن المآل ﴿وَنَذِيرًا﴾: ومنذرًا من كفر بعذاب الجحيم، ليختاروا ما أحبو لأنفسهم. ولست مجبرًا لهم على الإيمان، فلا عليك إن أصرُّوا

(١) النساء:١٥٣ (٢) البقرة: ٦١ (٣) المائدة:١١٣ (٤) الأعراف:١٣٨

1 / 183