151

السيرة الحلبية إنسان العيون في سيرة الأمين المامون

السيرة الحلبية إنسان العيون في سيرة الأمين المامون

Mai Buga Littafi

دار الكتب العلمية

Lambar Fassara

الثانية

Shekarar Bugawa

1427 AH

Inda aka buga

بيروت

تابع في ذلك لابن عبد البر حيث قال في الاستيعاب: حليمة السعدية أم النبي ﷺ من الرضاعة جاءت إليه يوم حنين، فقام لها وبسط لها رداءه فجلست عليه وروت عنه: وروى عنها عبد الله بن جعفر، ثم قال حذافة أخت النبي ﷺ من الرضاعة يقال لها الشيماء، أغارت خيل رسول الله ﷺ على هوازن، فأخذوها فيما أخذوا من السبي الحديث، وكون عبد الله بن جعفر روى عن حليمة.
قال الحافظ ابن حجر: لا يتهيأ له السماع منها إلا بعد الهجرة بسبع سنين فأكثر، لأنه قدم من الحبشة مع أبيه الذي هو جعفر بن أبي طالب في خيبر سنة سبع، وتبعد حياتها وبقاؤها إلى ذلك الزمن.
وفيه أن حنينا بعد خيبر، وأبعد من ذلك وقوفها على أبي بكر وعمر، وقد تقدم ما يشعر باستبعاد ذلك عن ابن كثير.
والذي يتجه أن الوافدة عليه في حنين أخته لا أمه كما يقول الحافظ الدمياطي، والله أعلم. قال: قال أبو الفرج بن الجوزي: ثم قدمت، أي حليمة، عليه بعد النبوة فأسلمت وبايعت أي فلا يقال: سلمنا أن حليمة هي القادمة عليه: أي بعد النبوة، فما الدليل على إسلامها اهـ.
أقول: كان من حقه أن يقول بدل هذه العبارة التي ذكرها وإنما قال يعني ابن الجوزي فأسلمت بعد قوله قدمت عليه بعد النبوة لأنه لا يلزم من قدومها عليه بعد النبوة إسلامها. وفي كون قول ابن الجوزي فأسلمت دليلا على إسلامها نظر، بل هي دعوى تحتاج إلى دليل، إلا أن يقال: قول ابن الجوزي فأسلمت دليل لنا على إسلامها: والله أعلم.
وذكر الذهبي أن التي وفدت عليه ﷺ في الجعرانة يجوز أن تكون ثويبة، ونظر فيه بأن ثويبة توفيت سنة سبع: أي من الهجرة أي مرجعه من خيبر على ما تقدم.
أقول ذكر في النور أن الحافظ مغلطاي له مؤلف في إسلام حليمة سماه:
التحفة الجسيمة في إسلام حليمة.
وذكر بعضهم أنه ﷺ لم ترضعه مرضعة إلا وأسلمت، لكن هذا البعض قال:
ومرضعاته ﷺ أربع: أمه وحليمة السعدية وثويبة وأم أيمن أيضا.
وهو يؤيد ما تقدم عن ابن منده من إسلام ثويبة: وأما إسلام آمنة فسنذكره، وكون أم أيمن أرضعته ﷺ تقدم ما فيه، والله ﷾ أعلم.

1 / 153