39

Al-Shafi'i: His Life and Era – His Opinions and Jurisprudence

الشافعى حياته وعصره – آراؤه وفقهه

Mai Buga Littafi

دار الفكر العربي

Lambar Fassara

الثانية

Shekarar Bugawa

1398 AH

فإذا اصطدم إخلاصه مع ما يألفه الناس من آراء ، أعلن آراءه في جرأة وقوة ، رأى في التاريخ وأخبار الصحابة مكانة على فمضى في إعلان مكانته ، فيرمى بأنه رافضي فما يهمه الرمية (١) بمقدار ما يهمه إعلان الحق والمعرفة، فيعتمد في أحكام البغاة على قتال علي مع الخارجين عليه جميعاً ، ويذكر فضل أبي بكر رضي الله عنه ، فيرمى بأنه ناصبي ، أي ممن يناصبون آل البيت العداوة فلا يلتفت إلى هذه ، كما لم يلتفت إلى الأولى ، بل يقول في هذا المقام :

إذا نحن فضلنا علياً فإننا روافض بالتفضيل عند ذوي الجهل

وفضل أبي بكر إذا ما ذكرته رميت بنصب عند ذكري للفضل

فلا زلت ذا رفض ونصب كلاهما أدين به حتى أوسد في الرمل

وإذا اصطدم إخلاصه للحقائق بإخلاصه لشيوخه آثر الحقائق ، فلم يمنعه إخلاصه لمالك أن يخالفه ، ويعلن هذا الخلاف لما بلغه أن الناس في الأندلس يستسقون بقلنسوته ، ويعارضون أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم بأقواله ، ولم يمنعه إخلاصه لمحمد بن الحسن من أن يناظره ، وأن يشتد عليه في المناظرة وأن يغالب أصحاب محمد حتى ينتصف لأهل الحجاز منهم ، فيسمى ناصر الحديث ، وهكذا كان يسير في كل أدوار طلبه للعلم مستنيراً بنور الإخلاص للحق لذات الحق ، ولذا كان يستقبل مناظريه بإخلاص المحق ، فيظفر بهم ما دام الحق مطلبه .

كان يعتقد أن أساس الشريعة الإسلامية كتاب الله وسنة رسوله ، وما كان يعتقد أنه أحاط بسنة رسول الله علماً ، فكان بحث أصحابه على طلب الحديث ، وإن رأوا صحيحاً يخالف ما يقرره ، فليرفضوا رأيه

(١) ويقول في هذا شعرا جريئًا ، فيقول :

يا راكبا قف بالمحصب من منى واهتف بقاعدة خيفها والناهض

سحرا إذا فاض الحجيج إلى منى فيضا كملتطم الفرات الفائض

إن كان رفضا حب آل محمد فليشهد الثقلان أنى رافضي

39