31

Al-Shafi'i: His Life and Era – His Opinions and Jurisprudence

الشافعى حياته وعصره – آراؤه وفقهه

Mai Buga Littafi

دار الفكر العربي

Lambar Fassara

الثانية

Shekarar Bugawa

1398 AH

فنظرت فإذا هو يقول بالأصل ، ويدع الفرع ، ويقول بالفرع . ويدع الأصل .

ثم يبرر الفخر الرازى نقد الشافعى لأستاذه مالك بما كان من نقد أرسطو لأفلاطون فيقول : وأقول إن أرسططاليس الحكيم تعلم الحكمة من أفلاطون ، ثم خالفه ، فقيل له كيف فعلت ذلك ، فقال أستاذى صديقى ، والحق صديقى ، فإذا تنازعا ، فالحق أولى بالصداقة . فهذا المعنى بعينه هو الذى حمل الشافعى رضى الله عنه على إظهار مخالفة مالك.

٢١ - أظهر الشافعى خلاف مالك، وما فعل ذلك إلا لله، وكان عزيزاً عليه أن ينقد مالكا لأنه أستاذه ، وما كان يعبر عنه إلا بالأستاذ ، وقد جر عليه متاعب ومصاعب ، فإن مالكا كان بمصر له المكان الأول بين المجتهدين ، فثار على الشافعى المالكيون ينقدونه ويجرحونه ويطعنون عليه ، حتى لقد ذهب جمهرتهم إلى الوالى يطلبون إخراجه ، ويقول فى ذلك الرازى : لما وضع الشافعى كتابه على مالك ذهب أصحاب مالك إلى السلطان والتمسوا منه إخراج الشافعى . ولم ينقد الشافعى آراء مالك فقط ، بل من قبل آراء العراقيين أبى حنيفة وأصحابه وغيرهم من فقهاء العراق ، وذكر خلافهم وزيف بعض آراء لهم ، وذكر خلاف الأوزاعى ، ونقد آراءه فى السير (١)، ولكل هؤلاء أنصار من رجال الفقه فى عهده ، يتعصبون لهم ، وينافحون عنهم ، فانبثق على الشافعى البثق الكبير من الجدل والمناظرة ، فكان يجادل ويصاول . ويضع بجدله ومناظراته ما ينبغى أن يكون عليه المجادل يستمسك بالحجة وحدها من غير أن يمس صاحب الرأى بسوء ، حتى لقد كان بخلافه صحب فلسفة فقهية خاصة . ولقد قال فيه أحمد بن حنبل : الشافعى فيلسوف فى أربعة أشياء : فى اللغة ، واختلاف الناس ، والمعانى ، والفقه .

كان يميل فى جداله دائماً إلى نصرة الحديث ، ورجال الحديث مع علمه

(١) فى المجموعة الفقهية للشافعى التى طبعها المرحوم الحسينى ( بك ) هذه الكتب كلها .

31