الصحيح المأثور في عالم البرزخ والقبور
الصحيح المأثور في عالم البرزخ والقبور
Bugun
الأولى
Shekarar Bugawa
١٤٣٦ هـ - ٢٠١٥ م
Nau'ikan
إذ المقصد من هذه الصَّلاة الدُّعاء والاستغفار للميِّت؛ لعلَّ الله تعالى أن يطِّلع على قلوبهم فيجد الإخلاص فيشفّعهم فيه، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ الله ﷺ قَالَ: "إِذَا صَلَّيْتُمْ عَلَى المَيِّتِ فَأَخْلِصُوا لَهُ الدُّعَاءَ" (١)، والحديث حجّة جليّة على أنّ الميّت ينتفع بدعاء الحيّ، ولو لم يكن من سعيه.
دعَاء النَّبِيّ ﷺ للميت فِي صَلَاةِ الْجِنَازَةِ
مَقْصُودُ الصَّلَاةِ عَلَى المَيِّتِ الدُّعَاءُ له والشَّفاعة فيه، والدُّعَاءُ ممَّا يَلْحَقُ المَيِّتَ مِنَ بَعْدَ مَوْتِهِ. فممَّا يقوله المصلِّي على الجنازة من دعائه ﷺ ما أخرجه مسلم عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ ﷺ - وَصَلَّى عَلَى جَنَازَةٍ - يَقُولُ: "اللهُمَّ، اغْفِرْ لَهُ وَارْحَمْهُ، وَاعْفُ عَنْهُ وَعَافِهِ، وَأَكْرِمْ نُزُلَهُ، وَوَسِّعْ مُدْخَلَهُ، وَاغْسِلْهُ بِمَاءٍ وَثَلْجٍ وَبَرَدٍ، وَنَقِّهِ مِنَ الْخَطَايَا كَمَا يُنَقَّى الثَّوْبُ الْأَبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ، وَأَبْدِلْهُ دَارًا خَيْرًا مِنْ دَارِهِ، وَأَهْلًا خَيْرًا مِنْ أَهْلِهِ، وَزَوْجًا خَيْرًا مِنْ زَوْجِهِ، وَقِهِ فِتْنَةَ الْقَبْرِ وَعَذَابَ النَّارِ" (٢). قَالَ عَوْفٌ: فَتَمَنَّيْتُ أَنْ لَوْ كُنْتُ أَنَا المَيِّتَ، لِدُعَاءِ رَسُولِ الله ﷺ عَلَى ذَلِكَ المَيِّتِ.
وكَانَ ﷺ إِذَا صَلَّى عَلَى الْجِنَازَةِ، قَالَ: "اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِحَيِّنَا وَمَيِّتِنَا، وَشَاهِدِنَا وَغَائِبِنَا، وَصَغِيرِنَا وَكَبِيرِنَا، وَذَكَرِنَا وَأُنْثَانَا، اللَّهُمَّ مَنْ أَحْيَيْتَهُ مِنَّا فَأَحْيِهِ عَلَى الْإِسْلَامِ، وَمَنْ تَوَفَّيْتَهُ مِنَّا فَتَوَفَّهُ عَلَى الْإِيمَانِ" (٣).
(١) أبو داود "سنن أبي داود" (ج ٥/ص ١٠٩/رقم ٣١٩٩) إسناده حسن.
(٢) مسلم "صحيح مسلم" (ج ٢/ص ٦٦٣) كِتَابُ الْجَنَائِزِ.
(٣) أحمد "المسند" (ج ١٤/ص ٤٠٦/رقم ٨٨٠٩) حديث صحيح بطرقه وشواهده.
1 / 200