الصحيح المأثور في عالم البرزخ والقبور
الصحيح المأثور في عالم البرزخ والقبور
Lambar Fassara
الأولى
Shekarar Bugawa
١٤٣٦ هـ - ٢٠١٥ م
Nau'ikan
القسم التاسع
من قضى فبكاه المصطفى ﷺ -
صبره ﷺ على فقد الأخيار وتسليمه للأقدار
تعرَّض النَّبيُّ ﷺ لمصيبة فقد الأولاد وفرقة الأحباب كغيره من النَّاس، مات أولاده كلُّهم في حياته عدا فاطمة ﵂، مات له: القاسم، وعبد الله، وإبراهيم، ورقيّة، وزينب، وأمّ كلثوم، ومات أحفاده في حياته عدا الحسن والحسين ﵄، وماتت زوجه خديجة، واستشهد من أصحابه ... لكنَّ النَّبيَّ ﷺ كان قد وَطَّنَ نفسه على الاحتمال والرِّضا؛ فقد أخبره الله تعالى بما سينزل به وبالمؤمنين ليصبروا، فقال تعالى: ... ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (١٥٥)﴾ [البقرة].
وقد بَكَى النَّبِيُّ ﷺ لموت أصفيائه - كمَا سَيَأْتِي - وَلَمْ يَمْلِكْ عَيْنَيْهِ مِنَ الرَّحْمَةِ، ولذلك فإنَّ الإنسان يُعْذَر ولا يلام على حزن القلب وبكاء العين عند نزول المصيبة؛ لأنَّ ذلك ليس أمرًا اخْتِيَارِيًّا وإنّما هو بِالْجِبِلَّةِ والطَّبع. والأمر والنَّهي لا يتعلَّق في الشَّرع بالأمور الِاضْطِرَارِيَّةِ، والبكاء لَا يُخَالِفُ الصَّبر والرِّضَا طالما أنَّه بكاء رحمة وليس بكاء جزع وقلّة صبر.
وبكى ﷺ وهُوَ يُصَلِّي، وبكى عند سماع القرآن وغير ذلك، لكنَّه لم يكن يرفع صوته بالبكاء، وإنَّما كانت عيناه تدمعان، وكان يُسْمَعُ لِصَدْرِهِ أَزِيزٌ.
بكاء النبي ﷺ في زيارته قبر أمّه
بكى ﷺ وأبكى عند قبر أمِّه، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ﵁، قَالَ: زَارَ النَّبِيُّ ﷺ قَبْرَ
1 / 174