Al-Radd ‘ala man Kadhaba bi’l-Aḥādīth al-Ṣaḥīḥah al-Wāridah fi’l-Mahdī
الرد على من كذب بالأحاديث الصحيحة الواردة في المهدي
Mai Buga Littafi
مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
Nau'ikan
ثانيا: قوله: ولا يمكن أن يستنبط من هذه الروايات ولو بتأويل مستبعد أن في الإسلام منصبا دينيا يعرف بالمهدية يجب على كل مسلم أن يؤمن به ويترتب على عدم الإيمان به طائفة من النتائج الاعتقادية والاجتماعية في الدنيا والآخرة يجاب عن هذا بأنه يستنبط من الأحاديث الصحيحة في شأن المهدي حصول الأخبار من الرسول ﷺ بوجود إمام للمسلمين عند نزول عيسى بن مريم ﵊ من السماء يواطئ اسمه اسم الرسول ﷺ واسم أبيه اسم أبيه ومن أهل بيته يقال له المهدي والواجب على كل مسلم أن يصدق الرسول ﷺ فيما أخبر به من أخبار عن أمور مغيبه مطلقا ومن ذلك ما كان في المستقبل كإخباره عن المهدي وعن الدجال وغير ذلك.
ثالثا: قوله: "ومما يناسب ذكره بهذا الصدد أنه ليس من عقائد الإسلام عقيدة عن المهدي ولم يذكرها كتاب من كتب أهل السنة للعقائد" يجاب عنه بأن من عقائد أهل السنة التصديق بكل ما صح عن رسول الله ﷺ من الأخبار ومن ذلك إخباره بشأن المهدي وقد قال السفارينى في عقيدته: "فالإيمان بخروج المهدي واجب كما هو مقرر عند أهل العلم ومدون في عقائد أهل السنة والجماعة" انتهى.
وذكر ذلك الشيخ الحسن بن علي البربهاري الحنبلي المتوفى سنة ٣٢٩ هـ في عقيدته المثبتة ضمن ترجمته في كتاب طبقات الحنابلة لابن أبي يعلى الحنبلي.
١٥- قال الشيخ ابن محمود في ص ٧٠:
بعد كلامه عن الشيخ محمد بن عبد العزيز المانع المتقدم قال: "كما رأيت أيضا لمنشئ مجلة المنار محمد رشيد رضا رسالة ممتعة يحقق فيها بطلان دعوى المهدي وأن كل الأحاديث الواردة فيه لا صحة لها قطعا وأشار إلى بطلان دعواه في تفسير المنار" ونقل في ص ٦٢ والصفحتين بعدها شيئا من كلامه في دعوى بطلان أحاديث المهدي ومنه في ص ٦٤ قوله:
"وردت أحاديث في المهدي منها ما حكموا بقوة إسناده ولكن ابن خلدون عني بإعلالها وتضعيفها كلها ومن استقصى ما ورد في المهدي المنتظر من الأخبار والآثار وعرف مواردها ومصادرها يرى أنها كلها منقولة عن الشيعة".
والجواب أن نقول:
أولا: اعتماد الشيخ محمد رشيد رضا على بطلان الأحاديث الواردة في المهدي مبني على إعلال ابن خلدون لأحاديث المهدي وسبق أن أوضحت أن ابن خلدون ليس ممن يعتمد عليه في مجال نقد الأحاديث والحكم عليها صحة أو ضعفا لأنه ليس من أهل الاختصاص.
ثانيا: ما ادعاه من أن الأحاديث في المهدي كلها منقولة عن الشيعة مردود بأن أحاديث المهدي عند أهل السنة مدونة في كثير من الكتب المعتمدة في السنن والمسانيد وغيرها بأسانيد تنتهي إلى رسول الله ﷺ عن طريق صحابته الكرام ﵃ أما الأحاديث عند الشيعة فهي تنتهي إلى أئمتهم المعصومين في زعمهم وقد تصل لرسول الله ﷺ وما صح من الأحاديث الواردة في المهدي عن رسول الله ﷺ لا علاقة له بالشيعة ولم ينقل عن الشيعة ثم إن المهدي عند الشيعة هو محمد بن الحسن العسكري صاحب السرداب أما المهدي عند أهل السنة فاسمه مواطئ اسم الرسول ﷺ واسم أبيه اسم أبيه فعقيدة أهل السنة في المهدي في واد وعقيدة الشيعة في مهديهم في واد آخر.
45 / 312