القرآن في الفكر الإسلامي هل هو مخلوق أم قديم ؟
القرآن في الفكر الإسلامي هل هو مخلوق أم قديم ؟
Nau'ikan
ومن جهة ثانية فإن قوله وتعالى : ( ألا له الخلق وله الأمر ) هو جزء من الآية 45 من سورة الأعراف ، اقتطعوه منها وفصلوه عن سياقها الدال على خلاف ما ذهبوا إليه ، والآية كاملة هي قوله تعالى : ( إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين ) .
والآية - كما هو واضح - بدأت بالحديث عن خلق السموات والأرض - بما فيها الشمس والقمر والنجوم وغيرها بالطبع - ثم يؤكد الله بأن هذه مسخرات بأمره أي أنها بعد خلقها خاضعة لتصريفه وتدبيره ومشيئته .
وهذا هو معنى (بأمره) الذي لا يمكن أن يكون المراد به هو القول الذي يخلق الله به الخلق بدليل قوله ( مسخرات بأمره ) وذلك بالطبع بعد خلقه لها ، ثم يأتي ختام الآية بقوله ( ألا له الخلق والأمر ) لتأكيد أنه تعالى هو الذي خلق الأشياء كلها - وليس فقط مانصت عليه الآية - وأنه - وهذا معنى الأمر - هو الذي يدبر ويصرف المخلوقات والكائنات كيف شاء وأن كل شيء خاضع لتصريفه وتدبيره ومشيئته وليس فقط الشمس والقمر والنجوم المسخرات بأمره والتي خصها بالذكر كون الآية جاءت ردا على من يقولون بان لها تأثيرات في هذا العالم ، وبهذا يتضح أن الآية لا علاقة لها بما ذهبوا إليه من معنى الأمر . وليس فيها ما يستدل به على أن كلام الله غير مخلوق .
أما بالنسبة للآية الثانية ( إنما أمرنا لشيئ إذا أردناه أن نقول له كن فيكون ) وقوله تعالى : ( إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون ) ، فقد جاءت بتعبيرات أخرى حيث قال تعالى : ( إنما قولنا لشيئ إذا أردناه أن نقول كن فيكون ) ، وقال تعالى : ( وإذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون) .
Shafi 70