((... قد ألهمني الله تعالى بفضله أن وضعتُ ... من هذه القواعد شيئاً كثيراً مفرَّقاً ... ، ثمَّ أوجد الله تعالى في نفسي أنَّ تلك القواعد لو اجتمعتْ في كتابٍ، وزِيْدَ في تلخيصها وبيانها، والكشف عن أسرارها وحكمها: لكان ذلك أظهرَ لبهجتها ورونقها، وتكيَّتْ نفسُ الواقف عليها بها مجتمعةً أكثر ممَّا إذا رآها مفرَّقةً، وربَّما لم يقف إلاَّ على اليسير منها هنالك، ... وأينما يقفُ على قاعدةٍ ذهبَ عن خاطره ما قبلها، بخلاف اجتماعها وتظافرها.
فوضعتُ هذا الكتاب للقواعد خاصَّةً، وزدتُ قواعد كثيرة ... ، وزدتُ ما وقع منها .. بسطاً وإيضاحاً ... ، فأستوعبُ ما يفتح الله به إن شاء الله تعالى ..)).
الإِمام القرافي (الفروق ٣/١)
■■■