المطلب الثاني
حكم وضع أعلام لحدود حرم المدينة النبوية؟
المتأمل لما دوّنه المؤرخون للمدينة ربما يتوقف حيرة في أن النبي ﷺ ثم الخلفاء من بعده تركوا نصب أعلام لحدود حرم المدينة؛ إذ لم ينقل شيء من ذلك عنهم، اللهم إلا ما رواه الطبراني وغيره - وهو خاص بالحمى دون الحرم - عن كعب بن مالك رضي الله عنه: (بعثني رسول الله ﷺ أعلم على حدود الحمى)(١).
وهذا بخلاف الحرم المكي؛ فإن النبي ﷺ والخلفاء من بعده قد تتابعوا على تجديد أعلامه، ولا تزال أعلامه شامخة شاخصة إلى يومنا هذا(٢).
لقد استدل بعض الباحثين من المعاصرين بتركه ﷺ
(١) رواه الطبراني في المعجم الكبير: ١٩/٩٨، رقم ١٩٤.
(٢) انظر: أخبار مكة للفاكهي: ٢/٢٧٣ - ٢٧٦، وأخبار مكة للأزرقي: ٢/١٢٨ - ١٣٠. وللاستزادة راجع كتاب الحرم المكي والأعلام المحيطة به للدكتور عبد الملك بن دهيش.