عظيمة النفع، وبقدر الإحاطة بها يعظم قدر الفقيه، ويشرف وتتضح له مناهج الفتوى، ومن جعل يخرج الفروع بالمناسبات الجزئية دون القواعد الكلية تناقضت عليه الفروع، واحتاج إلى حفظ جزئيات لا تتناهى، ومن ضبط الفقه بقواعده استغنى عن حفظ أكثر الجزئيات لاندراجها في الكليات وتناسب عنده ما تناقض عند غيره^(١٩).

هـ - ومن خصائص هذه القواعد أيضاً أنها تسهل على رجال التشريع غير المختصين فرصة الاطلاع على الفقه الإسلامي بروحه ومضمونه وأسسه، وأهدافه وتقدم العون لهم، الاستمداد الأحكام منه، ومراعاة الحقوق والواجبات فيه^(٢٠).

و - ومن خصائصها وميزاتها أن المشتغل في محيط الفروع قد تتعارض أمامه هذه الفروع، مما يوقعه في الإشكالات واللبس أما القواعد فهي التي تضبط المسائل بميزان دقيق، وتنسق بين الأحكام المتشابهة وترد الفروع إلى أصولها وتسهل على الطالب أخذها.

ز - تكون القواعد الفقهية عند الباحث ملكة فقهية قوية تنير أمامه الطريق لدراسة أبواب الفقه الواسعة والمتعددة، ومعرفة الأحكام الشرعية في المسائل المعروضة عليه، واستنباط الحلول للوقائع المتجددة، والمسائل المتكررة^(٢١).

ح - تساعد القواعد الفقهية على ربط مسائل الفقه بأبوابه المتعددة بوحدات موضوعية يجمعها قياس واحد، مما يساعد على حفظ الفقه وضبطه.

ط - لما كانت أكثر القواعد الفقهية لها ارتباط بعلم أصول الفقه فإنها تساعد الباحث في دراسة بعض المسائل الأصولية وتهيئ له فرصة الاطلاع عليه.

ي - لما كانت أكثر القواعد الفقهية موضع اتفاق عند الأئمة وأن مواضع الخلاف فيها يسيرة فإنها تساعد الطالب على فهم المسائل عند المذاهب الأخرى وتوفر له المجال في دراستها دراسة مقارنة، وفي ذلك من الفوائد ما لا يحصى.