النهاية في شرح الهداية
النهاية في شرح الهداية
Mai Buga Littafi
رسائل ماجستير، مركز الدراسات الإسلامية بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة أم القرى
Shekarar Bugawa
1435-1438
Inda aka buga
مكة المكرمة
Nau'ikan
Fikihu na Hannafi
قَالَ «وَسَنَّ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ الْغُسْلَ لِلْجُمُعَةِ وَالْعِيدَيْنِ وَعَرَفَةَ وَالإحْرَامِ» نَصَّ عَلَى السُّنِّيَّةِ، وَقِيلَ هَذِهِ الْأَرْبَعَةُ مُسْتَحَبَّةٌ، وَسَمَّى مُحَمَّدٌ الْغُسْلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ حَسَنًا فِي الْأَصْلِ. وَقَالَ مَالِكٌ ﵀: هُوَ وَاجِبٌ لِقَوْلِهِ ﵊: «مَنْ أَتَى الْجُمُعَةَ فَلْيَغْتَسِلْ» وَلَنَا قَوْلُهُ ﵊: «مَنْ تَوَضَّأَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَبِهَا وَنِعْمَتْ، وَمَنْ اغْتَسَلَ فَهُوَ أَفْضَلُ» وَبِهَذَا يُحْمَلُ مَا رَوَاهُ عَلَى الاسْتِحْبَابِ أَوْ عَلَى النَّسْخِ، ثُمَّ هَذَا الْغُسْلُ لِلصَّلاةِ عِنْدَ أَبِي يُوسُفَ ﵀ هُوَ الصَّحِيحُ لِزِيَادَةِ فَضِيلَتِهَا عَلَى الْوَقْتِ وَاخْتِصَاصِ الطَّهَارَةِ بِهَا، وَفِيهِ خِلافُ الْحَسَنِ، وَالْعِيدَانِ بِمَنْزِلَةِ الْجُمُعَةِ؛ لأنَّ فِيهِمَا الاجْتِمَاعُ؛ فَيُسْتَحَبُّ الاغْتِسَالُ؛ دَفْعًا لِلتَّأَذِّي بِالرَّائِحَةِ، وَأَمَّا فِي عَرَفَةَ وَالإحْرَامِ فَسَنُبَيِّنُهُ فِي الْمَنَاسِكِ إنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى.
قوله ﵇: («فبها ونعمت») (^١) الباء متعلقة بفعل مضمر أي: فبهذه الخصلة أو الفعل يعني الوضوء ينال الفضل. ونعمت أي: نعمت الخصلة هي فحذف المخصوص بالمدح، وسئل عنه الأصمعي (^٢): فقال: أظنه يريد فبالسنة أخذ. كذا في «الفائق» (^٣).
(^١) سَمُرةً بن جُندُب ﵁ عن النبي ﷺ قال: «مَنْ تَوَضَّأَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَبِهَا وَنِعْمَتْ، وَمَنْ اغْتَسَلَ فَهُوَ أَفْضَلُ» رواه أبو داود في سننه (١/ ٢٥١) كتاب الطهارة باب في الرخصة في ترك الغسل يوم الجمعة، حديث (٣٥٤)، والترمذي في سننه (٢/ ٣٦٩) برقم (٤٩٧)، والنسائي في سننه (٣/ ٩٤) برقم (١٣٨٠) قال الألباني: حديث حسن انظر: تحقيقه لرياض الصالحين (١/ ٤٢٤) برقم (١١٦٠).
(^٢) هو عبد الملك بن قريب بن عبد الملك، أبو سعيد، الباهلي الأصمعي، البصري، رواية العرب (ت ٢١٦ هـ)، الفهرست: (ص ٨٢)، تاريخ العلماء النحويين: ٢١٨ (٧٨)، الأعلام: (٤/ ١٦٢)، معجم المؤلفين (٦/ ١٨٧).
(^٣) الفائق في غريب الحديث (٤/ ٣) حرف النون مع العين.
1 / 87