104

Al-Nazarat Al-Mati'ah Fi Surat Al-Fatiha

النظرات الماتعة في سورة الفاتحة

Mai Buga Littafi

(المؤلف)

Lambar Fassara

الثانية

Shekarar Bugawa

١٤٢٥ هـ - ٢٠٠٥ م

Nau'ikan

كما قال تعالى: ﴿نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (٤٩) وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ﴾ (١)، وأخرج الإمام مسلم من حديث أبي هريرة ﵁ أن رسول الله ﷺ قال: (لو يعلم المؤمن ما عند الله من العقوبة، ما طمع بجنته أحد، ولو يعلم الكافر ما عند الله من الرحمة، ما قنط من جنته أحد) (٢)، نسأل الله تعالى عفوه ورحمته، ونعوذ به من عذابه وسخطه.
النظرة الرابعة والعشرون
تفسير: ﴿مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ﴾
اعلم أنه لا يجوز لأحد أن يتسمى بهذا الاسم، ولا يدعى به إلا الله تعالى، فله الملك المطلق في الدنيا والآخرة، لذلك جاءت هذه الآية تذكر جميع الخلق الإنس والجن، أن الله ﷿ هو المتفرد مالك يوم الدين، وحده لا شريك له، فكما أن الله تعالى صاحب الملك المطلق في الدنيا، لكنه خول بعض عباده شيئا من صفة الملك في الدنيا، فمنهم سابق بالخيرات، ومنهم مقتصد، ومنهم ظالم لنفسه، اقتضت حكمته تعالى هذا الإيجاد في الحياة

(١) الآيتان (٤٩، ٥٠) من سورة الحجر.
(٢) صحيح الإمام مسلم، حديث (٢٣) وانظر (الجامع لأحكام القرآن ١/ ١٣٩).

1 / 105